الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على أهداف في جنوب دمشق يثبت  فشله
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

بعد تصدي وسائل الدفاع السورية اللافت والناجع جداً

الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على أهداف في جنوب دمشق يثبت فشله

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على أهداف في جنوب دمشق يثبت  فشله

الهجوم الجوي الإسرائيلي
دمشق - سورية 24

علامة الاستفهام كبيرة جداً إزاء خروق "الأهداف المعادية" الإسرائيلية في جنوب العاصمة السورية دمشق. استفهام يتعلّق بأصل محاولة الاعتداء الإسرائيلية وأهدافها الفعلية، في مقابل تصدي وسائل الدفاع السورية اللافت والناجع جداً، حتى في هذه المرحلة، ما قبل الجاهزية العملياتية لمنظومة "أس ٣٠٠".

في الخلفية، القيد الروسي على هامش المناورة الإسرائيلية في سوريا، بعد إسقاط الطائرة الروسية في أيلول/ سبتمبر الماضي، غيّر بشكل نوعي حدود وقواعد الاشتباك التي كانت متاحة لإسرائيل منذ سنوات في تعاملها العسكري المباشر مع أعدائها: قدرة إسرائيل الهجومية تضررت وباتت مطالبة بالالتزام بقواعد اشتباك روسية أكثر صرامة، وبلا إمكانيات فعلية، كما يبدو لها إلى الآن، في دفع موسكو للتراجع عن موقفها.

في الأشهر القليلة الماضية، التزمت إسرائيل طوعاً بالقيد الروسي وامتنعت بمعنى التجميد عن شن هجمات جوية في سوريا، على أمل تليين الموقف الروسي مع مرور الوقت. لكن تبيّن لاحقاً مع كل المحاولات والجهود المبذولة إسرائيلياً، أن موسكو غير معنية بالتراجع ولا تريد تغيير موقفها. اتضح لإسرائيل أن تقديراتها كانت مغلوطة، وأن الأزمة مع روسيا أكبر بكثير مما جرى اعتقاده ابتداءً.

هجمات أول من أمس تأتي في سياق طبيعي بعد أن صُدّت منافذ التحاور المباشر بين الجانبين. وهي تعبير عن انتقال إسرائيل من مرحلة الانتظار والتمني إلى مرحلة معاينة حدود القيد الروسي بالنار، وتحديداً بعد رفض موسكو إعادة التفاوض على شروط "التنسيق" الجديدة، التي أعلنت تل أبيب أنها غير قابلة للتعايش معها، وهي من ناحية عملية تعني إنهاء فعالية الضربات وجدواها.

الهجمات دعوة إسرائيلية غير مباشرة إلى إعادة التفاوض مع موسكو، على قاعدة "التحاور وإلا" من دون استفزاز روسيا وتحديها. في ذلك، كان واضحاً ابتعاد إسرائيل عن الهجمات الجوية إلى ما دونها: هجمات صاروخية كما يستدل من البيانات السورية، هي بطبيعتها أقل نجاعة وجدوى.

في اتجاه آخر، أرادت إسرائيل في الموازاة فحص رد فعل سوريا نفسها، في ظل الدعم الروسي لها، ومدى جدية وإرادة قرار التصدي لديها، في مرحلة المتغيرات والتعقيدات التي دخلت على قواعد الاشتباك في سوريا والقيود عليها.

في ذلك، يعد نجاح الدفاعات السورية إفشالاً لمحاولة إسرائيل معاينة الحد الروسي أولاً، وتظهير جدية وإرادة سوريا في التصدي ثانياً. كما أنها أفشلت محاولة إسرائيل تظهير نفسها أنها معنية ومصممة على مواصلة الهجمات ضد أعدائها ومنعهم من التمادي في المراهنة على التباين بينها وبين روسيا. التصدي الناجع للدفاعات السورية، رسالة جاءت مضادة وأثبتت الجاهزية والاستعداد العسكريين من جهة، ومن شأنها المساهمة في منع التأسيس لمعادلات جديدة، قديمها قد يكون بات من الماضي. النجاح أيضاً يفسّر، في الموازاة، امتناع الروسي حتى الآن عن التعليق على الاعتداء، نتيجة فشله.

المفارقة التي ظهرت ليلة محاولة الاعتداء واليوم الذي أعقبه، هي في تمادي التعليق الإسرائيلي على لا شيء، وفي البناء على المبالغات الواردة من سوريا، من عدد من المواقع الإخبارية المعادية للدولة السورية.

على غير عادة متّبعة، تبنّت الرواية الإسرائيلية عملياً ما دون الرسمية التي فضّلت الصمت، كل البيانات الواردة ليلة محاولة الاعتداء عن "الهجمات الجوية"، كما وردت في بيانات مواقع إخبارية معادية، ومن بينها: موجات وسلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة على أهداف مختلفة في سوريا؛ تدمير مواقع قيادية وألوية وكتائب للجيش السوري؛ تدمير مراكز لوجستية ومراكز تابعة لحلفاء سوريا؛ تدمير مصانع أسلحة ومستودعات ذخيرة، علماً بأن أيّاً من الصواريخ الإسرائيلية لم ينجح في الوصول إلى أهدافه.

واضح من التعليق الإسرائيلي، الذي تسلَّم روايات المسلحين ومواقعهم الإخبارية، وعمل على إعادة إنتاجها بما يطمئن المستوطنين، وجود تلهّف لتغيير الواقع في سوريا والتملص من القيد المفروض على تل أبيب فيها. تلهّف كان واضحاً في التعليقات التي عدّت الهجمات رسالة إلى الجانب الروسي والإيراني والدولة السورية، بأن إسرائيل مستمرة في فرض خطوطها الحمر ومنع أعدائها من التعاظم العسكري في سوريا.

لكن محاولة البناء على لا شيء قد تفيد مرحلياً ومؤقتاً في طمأنة الجمهور الإسرائيلي، لكنها تبث رسالة ضعف، أو تأكيد لمحدودية الخيارات لدى الجانب الآخر، الذي عاين جيداً ما حصل ومحدودية الاعتداء وفاعليته… وفشله.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على أهداف في جنوب دمشق يثبت  فشله الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على أهداف في جنوب دمشق يثبت  فشله



GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"البنتاغون" يؤكد أن جثة أبوبكر البغدادي ألقيت في البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24