مقاتلو سورية الديمقراطية يروّون تفاصيل السقوط الأخير لـداعش في الباغوز
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

انتحاريون وأنفاق وأجانب مُتمرّسون في القتال "عقّدوا" حسم المعركة

مقاتلو "سورية الديمقراطية" يروّون تفاصيل السقوط الأخير لـ"داعش" في الباغوز

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقاتلو "سورية الديمقراطية" يروّون تفاصيل السقوط الأخير لـ"داعش" في الباغوز

عناصر من قوات سورية الديمقراطية
دمشق - سورية 24

لم تكن مهمة «قوات سورية الديمقراطية»، في التخلص من معاقل تنظيم "داعش" بالأمر السهل، بل شهدت صعوبات وتضحيات ومواجهات حامية، ومع الإعلان عن "النصر النهائي" على آخر جيب للتنظيم في الباغوز السوري، بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في سبتمبر (أيلول) 2018 بريف دير الزور الشرقي، يستذكر مقاتلون ومقاتلات اللحظات الأخيرة من المعركة التي استمرت أسابيع وجرت أحياناً في أجواء رملية وأمطار غزيرة، وأعاقت حسمها شبكة أنفاق وخنادق محفورة تحت الأرض.

يروي جودي كوباني، وهو مقاتل كردي يتحدر من مدينة عين العرب (كوباني) المحاذية للحدود مع تركيا، وتعرضت لهجوم واسع (لكنه فاشل) من قِبل تنظيم «داعش» صيف 2014: إن «معركة الباغوز لم تكن كبقية المعارك». ويعزو السبب إلى أن «من تبقى كانوا من جنسيات أجنبية، كانت لديهم خبرة عالية في القتال، تحصنوا بشكل جيد عبر شبكة خنادق وأنفاق تحت الأرض؛ الأمر الذي ساعدهم في الاستمرار بالقتال». 

وأشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية، كانت تبطئ المعركة مراراً؛ تحسباً لوقوع مدنيين اتخذهم التنظيم دروعاً بشرية، مضيفاً: «بالمخيم (في الباغوز) كان بالإمكان مشاهدة المئات من المدنيين الذين أجبرهم التنظيم على البقاء مع المقاتلين، كنا حذرين في هذه المعركة لتجنب سقوط أبرياء».

والمخيم المطلّ على ضفاف نهر الفرات كان آخر بقعة سيطر عليها مقاتلو التنظيم قبل طردهم منها، ضمّ خياماً متهالكة يبدو أنها بُنيت على عجالة مع فرار عناصر التنظيم وأنصاره، بجانبها تساقطت أشجار نخيل عالية جراء شدة الانفجارات التي دارت حولها. على الأرض انتشرت أغطية ووسادات وسجادات وأحشية فراش ممزقة، وتناثرت علب مياه فارغة وأواني طبخ مغطاة بسواد دخان النار وصحون وكؤوس مكسورة ملقاة بكل مكان.

اقرا ايضا

ترامب يقرِّر إبقاء قوة من 200 عسكري أميركي في سورية مهمتها حفظ السلام

تروي المقاتلة رها (24 سنة) وهو اسم حركي في تقليد متبع لدى مقاتلات «وحدات حماية المرأة»، كيف أنها ورفيقاتها خضن معركة استمرت نحو 6 ساعات في إحدى النقاط المتقدمة من خطوط الجبهة، لتقول: «شنّوا هجوماً مباغتاً، كنت في نقطة متقدمة وحوصرنا من قبلهم، أصيبت صديقتي بطلقة قناص قمنا بإسعافها، لكنها نزفت كثيراً، قررنا القتال حتى النهاية، وبعد ساعات تمكن رفاقنا من صد الهجوم».

وأثناء الحديث معها كانت ورفيقاتها بالسلاح يحضرن مراسم إعلان القضاء على تنظيم «داعش» في سوريا بحقل عمر النفطي. تضيف مبتسمة: «شاهدت كيف كانت نساء التنظيم يقاتلن بشراسة، كنت على يقين بأن معركة الباغوز معقدة وستطول لكثرة الانتحاريين والأنفاق واستماتة عناصر التنظيم بالدفاع عن آخر جيب كان خاضعاً لهم».

واستمرت الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي قصفها على مواقع مقاتلي التنظيم حتى آخر يوم، ودارت معارك عنيفة وشهدت البلدة الواقعة على الضفة الشمالية لحوض نهر الفرات، حرب شوارع بالجهة الشرقية والجنوبية، التي هي عبارة عن أرض وحقول زراعية تمتد حتى الحدود العراقية.

وأثرت العوامل الجوية وهطول الأمطار في تأخر حسم المعركة، بحسب المقاتل العربي ميزر (26 سنة) المتحدر من مدينة الرقة. قال: إنه وثلاثة من إخوته المنتسبين إلى «قوات سورية الديمقراطية»، قاتلوا التنظيم حتى النهاية. يتذكر الساعات الأخيرة من المعركة التي استمرت قرابة شهر ونصف الشهر، ويقول: «في أحد الأيام هبّت عاصفة رملية شديدة، على أثرها خرج مقاتلو التنظيم من جحورهم – الأنفاق - وشنّوا هجوماً واسعاً، الرصاص في كل مكان والمعركة استمرت لأكثر من 4 ساعات. قتل رفيق لنا وأصيب آخرون». وأضاف: «بقينا - أنا وأخي - في تلك المعركة، وكنا نقاتل جنباً إلى جنب دون أي خوف، وفور انتهاء المعركة اتصلت على والدتي لأقول لها إننا بخير».

 وبحسب روايات المقاتلين، كان مسلحو التنظيم في الباغوز يتحصنون داخل شبكة أنفاق وخنادق حفروها تحت الأرض، واختبأوا في كهوف صخرية منتشرة في تلّتها الاستراتيجية الواقعة بالجهة الشرقية. أما المخيم، فقد تحول إلى مكب ومقبرة ضمت عدداً كبيراً من هياكل سيارات معطلة أو متفحمة ودراجات نارية مهمَلة. وكان بالإمكان مشاهدة حُفر صغيرة غُطت بألواح معدنية يبدو أنها كانت ملاجئ استخدمت للاختباء في أثناء القصف، وسواتر ترابية للحماية من قذائف الهاون وشظايا الصواريخ.

ويحتفظ المقاتل جاندار (22 سنة) القادم من مدينة الحسكة بالكثير من مقاطع الفيديو وصور المعركة وإصدارات التنظيم. كان يشاهد مقطعاً يحتوي على تسجيل بقيام عناصر التنظيم بتنفيذ عملية انتحارية بواسطة عربة مصفحة، وقال: «كنت في تلك المعركة، عندما وصلت المصفّحة كنا نعلم أنها ملغومة، استهدفت بصاروخ أرضي وانفجرت قبل أن تصل إلينا، كما احترق الانتحاري التي كان يقودها».

وفي سورية، ذبح التنظيم بشكل جماعي المئات من أفراد عشيرة الشعيطات، وعمدَ إلى بثّ الشعور بالرعب من خلال نشر صور ومقاطع فيديو مروعة، مثل مشاهد حرق أسرى وتعليق رؤوس جثث عشرات الجنود السوريين - أشباه عراة - الذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري، وتصفية وقتل عشرات المواطنين الأجانب من صحافيين وعاملين في منظمات إغاثة.

وتقول المقاتلة سولين (27 سنة) المتحدرة من مدينة عفرين: «لم نكن نخشى التنظيم الذي ذاع صيته بالإرهاب والكم الهائل من الإجرام والأعمال الوحشية، كنت على يقين أننا سننتصر».

وقد يهمك ايضًا:

مقتل 7 عناصر من "داعش" في غارة للتحالف في العراق

 ترامب يُحذِّر كلّ مَن يُفكِّر بالانضمام إلى "داعش" بالموت

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتلو سورية الديمقراطية يروّون تفاصيل السقوط الأخير لـداعش في الباغوز مقاتلو سورية الديمقراطية يروّون تفاصيل السقوط الأخير لـداعش في الباغوز



GMT 20:09 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

السويد هي أكثر البلدان التي تضم بحيرات في العالم

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 13:41 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

"قسد" تؤيد دخول الجيش السوري "منبج" وتسلمه "شرق الفرات"

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

عمر كمال ينشر صورا من حفلته في الإمارات

GMT 03:00 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سر عدم ارتداء دوقة ساسكس تاجًا منذ يوم زفافها في عام

GMT 07:51 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يُعارض إلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:03 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

مواجهة مانشستر و توتنهام الاختبار الحقيقي لسولسكاير

GMT 07:49 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتُشبهي المرأة الفرنسية رغم اختلاف جنسيتك

GMT 06:59 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إيلي براون تبكي على الهواء أثناء اتهامها تشارلي بخيانتها

GMT 14:42 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أحدث خطوط الموضة لأزياء الأطفال

GMT 15:58 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بشار الأسد ينهي تعيين محافظ مدينة دمشق الجديد عادل العلبي

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

ثلاثون بلاء كان يستعيذ منها النبي

GMT 02:07 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

باراغواي تقرر نقل سفارتها إلى القدس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

خليفة صالح الصماد يتحدث عن حرب مفتوحة مع السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24