تقرير يكشف أن اللاجئين يفضلون البقاء في لبنان وعدم العودة إلى ديارهم
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

السوريون عالقون في المنفى ولا أحد يستطيع أن يضمن سلامتهم في بلدهم

تقرير يكشف أن اللاجئين يفضلون البقاء في لبنان وعدم العودة إلى ديارهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير يكشف أن اللاجئين يفضلون البقاء في لبنان وعدم العودة إلى ديارهم

اللاجئين السوريين في لبنان
دمشق ـ نور خوام

سلطت صحيفة بريطانية، الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين المزرية في لبنان، وعلى مخاوفهم من العودة إلى بلادهم. ونشر المحرر في صحيفة الـ"غارديان" مارتن شولوف تقريراً مفصلاً حول هذه المأساة، فقال: "في الثلوج العميقة والبرد القارس ، كان صالح قرقور البالغ من العمر 10 سنوات قد انتهى تقريباً من تنظيف الطريق إلى الخيمة التي تعد منزل عائلته طوال الست سنوات الماضية. وفي داخل الخيمة يتجمع المسنون والأطفال حول مدفأة داخلية بينما كان دخان مداخن بلدة عرسال في منطقة البقاع اللبنانية في أسفل الوادي ينبعث نحوهم".

وأضاف: "في الوقت الذي ضربت فيه عاصفتان ثلجيتان قاسيتان مخيم عرسال ومخيمات أخرى غير رسمية في وادي البقاع خلال الأسبوعين الماضيين ، واجه اللاجئون  يوم حسابهم: البقاء في بؤس يُهدد الحياة، أم العودة إلى الوطن إلى سورية، كما يناشدهم السياسيون على جانبي الحدود . كلهم تقريبًا اختاروا البقاء. ويقولون إن المخاطر تظل عالية للغاية".

ويقول مسؤولو الإغاثة إن حوالي مليون لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، ما زالوا في لبنان ، وأن ما يقدر بنحو 16 ألف لاجئ فقط قد عادوا إلى الوطن في العام الماضي. ومن غادر منهم حصل على الموافقة من المسؤولين السوريين، وشجعهم على العودة المسؤولون في بيروت الذين يصرون على أن سورية آمنة الآن، وأن لبنان مثقل بالأعباء بسبب وجودهم.

ومع تراجع الحرب السورية، بدعم من روسيا وإيران اللتين ساهمتا في استقرار سلطة الرئيس بشار الأسد، كانت دمشق مصممة على الظهور بمظهر الاستقرار والمصالحة. ورددت الكتل السياسية في لبنان المصطفة إلى جانب الأسد التصريحات نفسها، على الرغم من التصريحات المتكررة من مسؤولي الأمم المتحدة بأن شروط العودة غير متوفرة.

ونقلت الـ"غارديان" عن عارف الحمصي ، أحد سكان مخيمات عرسال قوله: "لا أحد في دمشق أو بيروت أو أي مكان في العالم يمكنه ضمان السلامة من الأسد". "إن اللبنانيين الذين يقولوا أن سورية اصبحت جنة لديهم سبب للقيام بذلك، هو إرضاء أسيادهم". وأضاف: "هذه أجندة إقليمية وليست لبنانية. أولئك الذين يعودون يواجهون السجن أو التجنيد.. النظام لن يتصرف بأدب بل سينتقم".

أقرا أيضًا:

بشار الأسد يستقبل وفدًا حكوميًّا روسيًّا لبحث التسوية السياسية

إن عدم اليقين بشأن ما قد يحدث داخل سورية، وعدم الثقة بدوافع أولئك الذين يضغطون من أجل العودة إلى الوطن، يعني أن اللاجئين في البقاع اللبناني لا يفكرون بجدية في العودة إلى ديارهم.

وقد فر الكثيرون من مناطق حدودية مثل "القصير" التي احتلها "حزب الله" بداية عام 2013، ولا تزال معقلا للحزب، فيما جاء آخرون من جبال "القلمون" والقرى الحدودية التي استخدمت لتهريب السلاح. 

وقالت فاطمة الصفدي  وهي تقف في الثلج خارج خيمتها الجبلية: "يملك حزب الله القصير". وأشارت إلى سقف خيمتها في عرسال قائلة "هذا السقف انهار تحت ثقل الثلج الأسبوع الماضي، أما بيتنا في القصير فقد انهار بسبب القنابل". 

تقرير يكشف أن اللاجئين يفضلون البقاء في لبنان وعدم العودة إلى ديارهم

ويواجه اللاجئون في تركيا والأردن حيث يعيش في البلدين 4.1 مليون نسمة ضغوطا للعودة. وكان الأتراك قد رحبوا باللاجئين في البداية، إلا أن الكثيرين منهم يشعرون أنهم "أصبحوا ضيوفا ثقيلين". 

الأردن، الذي كان في يوم من الأيام مركزًا لإطاحة الأسد، يتكلم الآن بشكل غير مباشر عن المصالحة. في الشهر الماضي، أعادت الإمارات العربية المتحدة والبحرين فتح سفاراتهما في العاصمة السورية.  ومارس المسؤولون الإماراتيون الضغوط على الدول العربية الأخرى لفتح السفارات وإعادة سورية إلى الجامعة العربية.

 وقالت مي السعدني، المديرة القانونية لـ"معهد التحرير للسياسة في الشرق الأوسط": "تأتي دعوة الحكومة اللبنانية السوريين للعودة إلى ديارهم، وسط حركة عالمية أوسع نطاقًا، حيث تنهي الدول بشكل متزايد إجراءات الحماية وبرامجها للاجئين، وتمارس عليهم ضغوطًا هائلة للعودة". كما تأتي في إطار محاولة دبلوماسية أوسع نطاقًا لإعادة تعويم سلطة الأسد كحكومة مستعدة للترحيب بشعبها. لكن هذه السياسات، وهذه الحركات مختلفة تمامًا عن الواقع القانوني والاجتماعي والسياسي على الأرض". وأضافت: "لقد أثبتت حكومة الأسد أنها ليست مستعدة ولا راغبة في الترحيب بعودة السوريين إلى ديارهم، كما تدل على ذلك اتفاقات المصالحة التي ما تزال تُنتهك، وسياسة مكافحة الإرهاب التي لا تزال السلطات تطبقها، ومخططات الإسكان والملكية القانونية التي تُستخدم لحرمان اللاجئين والنازحين داخليًا من منازلهم، والشعور بالحصانة والإفلات من العقاب الذي يتحدث ويتصرف حسبه".

وتابعت :"تستمر التقارير في إظهار أن السوريين الذين انشقوا عن السلطة وعادوا إلى ديارهم يواجهون الاستجواب والتهديدات والاعتقالات التعسفية عند نقاط الحواجز العسكرية، وفي بعض الحالات يواجهون التعذيب والموت".

وفي عرسال يطرح فريد قرقور التركيز على ما يواجهه في المخيم، حيث قال إنه وعائلته التي هربت من بلدة فليطة، يعيشون في عرسال منذ خمسة أعوام.  مشيرا إلى أن شتاء هذا العام هو الأصعب.

وتحدث عن المصاعب التي تواجههم قائلا: "ليس لدينا عمل أو إذن إقامة، وقد سحبت الأمم المتحدة بطاقة الدعم لنا، ونستطيع توفير الطعام والوقود والعناية الصحية ولكننا ندفع أجرة الخيمة لمالك الأرض. وليست لدينا المواد الأساسية". 

ويضيف: "عندما وصلنا إلى هنا كان الوضع صعبا فلم نكن نعرف أحدا، وهذا ليس بلدنا ولم نكن نعرف السوريين الذين يعيشون حولنا. ونحب العودة إلى بيتنا ولكن لم يعد هناك بيت ولا نملك المال والوسيلة لإعادة بنائه".  

ويقول بول دونوهو، من "لجنة الإنقاذ" الدولية: إذا "تمت ممارسة لضغط لأقصى حد على بعض اللاجئين، وهم يقولون صراحة إنهم يعتقدون أن الحياة أصبحت صعبة للغاية، وربما يكون من الأفضل لهم العودة إلى سورية". ومع ذلك، ما يزال معظمهم يقول إنهم ببساطة لا يعتقدون أن سورية آمنة بما فيه الكفاية لهم كي يعودوا.  إنهم يفضلون الاستمرار في تحدي الظروف التي قد يجدها معظمنا لا تُطاق، بدلًا من المجازفة التي تُعرّض عائلاتهم للخطر".

وفي وادي عرسال قال عبد الحكيم الشقبي من بلدة القصير، إنه "لا يملك مالا ومدين لصاحب البقالة بمئة دولار. وهدده صاحبها بأنه لن يعطيه الخبز". واضاف: "كيف أعود إلى بلدتي بدون مال. ولا أعتقد أنهم سيسمحون لي بالعودة". 

ويتابع : "يحاول الجيش اللبناني اللعب بنا، فقبل اسبوع هاجموا الخيام وقيدوا الرجال بدون سبب. ونشعر أننا غير مرغوب بنا هنا وفي بلدتنا".

وقد يهمك أيضًا: 

الجيش اللبناني يؤكد أنه لن يصمت عن استهدافه

"قسد" تؤكد سنرد بقوة على أي هجوم تركي في شمال شرق سورية

 
syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير يكشف أن اللاجئين يفضلون البقاء في لبنان وعدم العودة إلى ديارهم تقرير يكشف أن اللاجئين يفضلون البقاء في لبنان وعدم العودة إلى ديارهم



GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:25 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 14:25 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

اكتشفي الصفات والنسب التي يتوافق برج الجدي مع الاسد

GMT 23:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الغنوشي يستخدم القوة لفض اعتصام نواب الشعب!

GMT 01:53 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

الصفحة الرسمية لتشيلسي تواصل مغازلة زياش

GMT 04:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ارتفاع الوفيات بفيروس كورونا إلى 9 أشخاص في سورية

GMT 06:30 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز قصات الشعر القصير لموضة 2019

GMT 09:26 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

مصرع 12 شخصا في قصف صاروخي على حلب السورية

GMT 09:11 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

الترجي التونسي يرغب في ضم نجمي الرجاء البيضاوي

GMT 10:18 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

جولة داخل الجُزر العشر الأكثر سحرًا حول العالم

GMT 16:56 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

تعرف على طرق توظيف "أحذية الكاحل" للظهور بإطلالة مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24