المئات من سكان العاصمة دمشق لا يتناولون لحم الغنم إلا في عيد الأضحى
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

سئموا من الحياة الشاقة بكل معنى الكلمة في العاصمة

المئات من سكان العاصمة دمشق لا يتناولون لحم الغنم إلا في عيد الأضحى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المئات من سكان العاصمة دمشق لا يتناولون لحم الغنم إلا في عيد الأضحى

الحصول على الدفء يلجأ بعض السكان إلى السوق السوداء
دمشق _سوريه24

لا تتناول "سعاد" لحم الغنم إلا في عيد الأضحى، وكذلك المئات من سكان العاصمة دمشق الذين سئموا من الحياة الشاقة بكل معنى الكلمة في العاصمة.تختار سعاد أسوأ نوعية سمنة بغية تخفيف النفقات اليومية. تتعب يومياً وهي تتجول بين متاجر الخضار لشراء أرخص أصناف الخضراوات. بينما تمتنع تماماً عن شراء الفاكهة لأنها باهظة الثمن وراتب زوجها الموظف الذي لا يتجاوز 60 ألف ليرة (66 دولار) لا يكفي لشراء الخبز والخضار وأجرة المواصلات.

اقرأ أيضا:

سليمان البرّي يبتكر برنامجًا لضبط تعاملات السوق السوداء

ليست سعاد وحدها من يعيش هذه الحياة في دمشق. تقول "منال" وهي سيدة أخرى تعيش في العاصمة إنها مضطرة للاعتماد على طبخة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أيام. حاربت منال لحم الغنم والفاكهة عدا الحمضيات كونها أرخص ثمناً. لم تمتنع عنها بسبب حمية صحية أو عدم الرغبة في تناولها، بل لأن "الأسعار لم تعد طبيعية وتقليص النفقات غدا واجباً إجبارياً لمعظم سكان العاصمة"، حسبما تخبرنا منال.

يروي "عدنان"، وهو خمسيني يعيش في العاصمة، أن دمشق لم تشهد أياماً كهذه حتى في ثمانينات القرن الماضي أيام الحصار الاقتصادي الذي أطبق على سوريا.

"كموظفين؛ لم تعد رواتبنا تكفينا أكثر من 5 أيام"، يقول عدنان. سلاح المقاطعة كان حاسماً. وأغلب المواد التي كان المواطن السوري يعتبرها ضرورية غدت اليوم، وفي ظل غلاء معيشي لا يرحم؛ مجرد مواد ترفيهية يمكن الاستغناء عنها.

عندما يشتري عدنان لحم الدجاج يلجأ لشراء القطع الأرخص من جسم الدجاجة مثال الجوانح والقوانص والرقبة. وتقليص الكمية معادلة هامة وناجحة -كما يؤكد- وذلك لتفادي ذل الحاجة والاقتراض قبل نهاية الشهر.

كغيره من السكان يحاول "سعيد" تخفيض نسبة المازوت النازل إلى المدفأة على قدر الإمكان. فالليتر الذي كان يستخدم للحصول على ساعتين أو ثلاث من الدفء بات يمتد لعدد مضاعف من الساعات. بتهكم وسخرية مُرّة، يعلّق سعيد: "لو أعلم أن تلاوة القرآن على المازوت يزيد من كميته؛ لتلوت عليه كل يوم سورة البقرة!".

حصل السكان على مخصصات من المازوت لا تكفي لأسبوعين أو ثلاثة. يقول سعيد: "ماذا تفعل 100 ليتر في مواجهة شتاء بارد وقاسي؟".

لمواصلة الحصول على الدفء يلجأ بعض السكان إلى السوق السوداء حيث يشترون المازوت بأسعار مضاعفة عن سعر البطاقة الذكية الذي لا يتجاوز 200 ليرة.

بينما يعتمد سكان على الحطب كوسيلة للتدفئة.

تحاول "غادة" الاستفادة لأكبر قدر ممكن من ساعتي الكهرباء التي تعمل بعد كل 4 ساعات من الانقطاع. في هاتين الساعتين تعتمد على مدفأة الكهرباء بينما تلجأ إلى مدفأة المازوت ذات الشعلة الضئيلة بسبب تخفيف ضخ المازوت إليها خلال ساعات الليل المتبقية. أما في النهار فـ "تشغيل المدفأة ليس سوى نوعاً من الترف!"، تقول غادة.

الحصول على مادة الغاز بات كالحلم المستحيل بالنسبة لسكان مقيدين بقيود ندرة المواد الأساسية، كسكان العاصمة.

ينبغي الوقوف في طابور طويل. والانتظار والانتظار ثم الانتظار.. وإلا فعلى من يصاب بالملل التوجه -كالعادة- إلى السوق السوداء لشراء جرة واحدة بـ 10 آلاف ليرة و"بمنية كبيرة"، كما يتندر أحد السكان.

وقد يهمك أيضا:

وزير النقل المصري يُؤكّد أنّ 50% مِن ركّاب القطارات لا يدفعون ثمن التذكرة

الدولار يصل إلى مستويات قياسية جديدة في السوق السوداء السورية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المئات من سكان العاصمة دمشق لا يتناولون لحم الغنم إلا في عيد الأضحى المئات من سكان العاصمة دمشق لا يتناولون لحم الغنم إلا في عيد الأضحى



GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 05:29 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تنشغل بعمل في اليوم الأول وتضع مخططات وتوجه الآخرين

GMT 10:04 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 14:05 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

متى تزول إسرائيل ؟

GMT 12:25 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيد محمود يؤكد أم كلثوم موجودة "شخصيًا" في روايات محفوظ

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 08:13 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

ابتكار ذراع متطورة تتحرك باستخدام الأفكار

GMT 12:43 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا تؤكد مقتل 88 ألف مسلح في سورية منذ تدخلها

GMT 15:17 2018 الجمعة ,18 أيار / مايو

بكتيريا "قاتلة ومدمرة" تتغذى على ألم مضيفها

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 18:07 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

شركة هواوي تقدم جهاز MATEPAD PRO 2 اللوحي قريباً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24