دمشق - سورية 24
مع تقلبات الأسعار، وفوضى الأسواق، تبرز أزمة المتة لتكون الشغل الشاغل للأسر، حيث يسارع تجارها للتلاعب بأسعارها ورفعها وفق أهوائهم مستغلين تعلّق الناس بها، وشراءها مهما بلغ سعرها، مع وجود حالة ترقب وانتظار لحسم لعبة عض الأصابع بين الوزارة التي قررت إلزام التجار بالأسعار الجديدة للمادة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق البائعين المخالفين، والوكيل الذي وجد في حرمان الأسواق من المادة أداة ضغط لرفع الأسعار، وريثما يعلن من هو الفائز بلعبة عض الأصابع تلك، نقف ونتساءل: لماذا المتة؟! وهل ستكون باكورة المستوردات التي ستتم إعادة النظر بأسعارها، خاصة تلك التي تتمتع بحصرية وكالات استيرادها؟! وهل ستفتح أزمة المتة وتلاعب التجار والوكلاء والمستوردين الباب أمام مراكز البحوث بإيجاد بدائل محلية، وقطع الطريق أمام تحكّمهم بالمادة؟!.
“كاسة الواجب”
“كاسة المتة”، أو ما يعرف بين أهالي السويداء بأنها “كاسة الواجب”، تعتبر عنصراً أساسياً من عناصر الضيافة، ودونه قد لا تكتمل الزيارة في كثير من الحالات لما له من أهمية في عقد جلسات السمر والحوار والنقاش، والأجواء الحميمية التي تضفيها طقوسها على الحاضرين، أما اليوم، وفي ظل دخول المادة في عملية احتكار وتلاعب واضحة الهدف والمصدر، بات على صاحب الأسرة تخصيص وقت ليس بقليل لتأمين المادة، أما الاعتذار عن تقديمها للضيوف فبات أمراً مقبولاً بسبب قلتها، وصعوبة تأمينها،
تقول ناديا، “سيدة منزل”: إن المتة مشروب أساسي في حياتها، ويمكن أن تستهلك علبتي متة في الأسبوع، وحاولت مراراً استبدالها بنوع آخر من المشروبات الساخنة ولم تستطع ذلك، ومع ارتفاع سعر علبة المتة اليوم تقول ناديا إنها تحاول الدخول في مرحلة التقنين بشرب المتة، ولكن لا يمكن مقاطعتها، واعتبرت أن الدعوة لمقاطعة المتة اقتصرت على صفحات التواصل الاجتماعي.
أما أنس، صاحب أحد محال الألبسة، فقال: إنه منذ يومين وبعد ارتفاع سعر علبة المتة استبدلها “بالزهورات”، ولكن لا يعلم إلى متى سوف يستمر بالامتناع عن شرب المتة التي كانت حاضرة منذ ١٠ سنوات في كل صباح يذهب فيه إلى محله.. طبعاً هناك الكثير من الحملات “الفيسبوكية” التي تطالب بمقاطعة المتة، إلا أنها رغم ارتفاع سعرها الأرخص بالنسبة لسميرة التي تقول إن المتة تعتبر من العادات الاجتماعية التي يصعب تغييرها إلا إذا انقطعت تماماً من الأسواق، وهذا يتطلب إجراء حكومياً، وذلك صعب على حد تعبيرها، ويبقى الحل بدعم المادة أسوة بالشاي.
قد يهمــك أيضــا: تضارب الرؤى بشأن "كورونا" في أسواق النفط يهبط بالأسعار 6 بالمائة في أسبوع
تراجع طلب الأفراد على الذهب بنسبة 1% في 2019 بسبب ارتفاع الأسعار
أرسل تعليقك