قصة الرسالة التي أخرجها حافظ الأسد من جيبه أثناء لقاءه مع بيكر
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تمسَّك بشدَّة بحقوق أهالي القدس ولابد أن يُدافع عن كل العرب

قصة الرسالة التي أخرجها حافظ الأسد من جيبه أثناء لقاءه مع بيكر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة الرسالة التي أخرجها حافظ الأسد من جيبه أثناء لقاءه مع بيكر

الرئيس السوري الراحل حافظ الأسـد
دمشق - سورية 24

ظَلَّ الرئيس السوري الراحل حافظ الأسـد متمسكًا بشدَّة بحقوق أهالي القدس، موكدًا أهمية رأيهم حول شكل الحكومة في الأراضي المحتلة التي ستنجم عن المؤتمر، ولا بد من التأكيد أن الأسـد لم يشعر يومًا، و لا حتى لحظةً واحدة، بأنه يتحدث باسم السوريين فقط. فهو قائد عربي أعجب في نشأته بالرئيس المصري جمال عبد الناصر في الخمسينيات من القرن الماضي، وتمسّك بالعروبة بأوسع أشكالها، وشعر بأن عليه أن يدافع عن حقوق كل العرب، وليس السوريين فحسب، وعلى الخصوص حقوق الفلسطينيين.قضى كل حياته العملية وهو يحارب اتفاقية سايكس – بيكو التي قطَّعت الوطن العربي خلال زمن الحرب العالمية الأولى، و جعلته على ما هو عليه اليوم، و لم يكن سيغيّر مواقفه من أجل إنجاح مؤتمر و إرضاء الحكومة الأميركية.

وأثارت ملاحظة القدس غضب بيكر، الأمر الذي استغربه السوريون الذين اعتقدوا أن طلبهم كان واضحًا منذ اليوم الأول. أجاب.بيكر بغضب، "أنتم تطلبون مني أكثر مما طلبه الفلسطينيون أنفسهم. و هذا برأيي غير مناسب. سوف نناقش هذا الموضوع خلال المفاوضات، و نحن لا نعترف بضم القدس، و لكنكم تضغطون علينا كثيرًا. ربما لا تريدون العملية من أساسها. أنا لا أريد أن أعطي إسرائيل أي حجة لرفض المجيء، و لكن ربما تريدون أنتم إعطاءها تلك الحجة".وبكل هدوء أخرج الأسـد رسالة قديمة من الرئيس كارتر و قرأها بصوت عال. كانت مؤرخة في ۲۷ آذار / مارس ۱۹۷۸، و قال فيها كارتر: ” إن الانسحاب من الأراضي المحتلة ينطبق على الأطراف كافة، ويجب أن يكون هناك قرار مشترك لكلّ عناصر القضية الفلسطينية، بما في ذلك حق تقرير المصير “.

ورمق الأسـد بيكر بنظرة ثابتة، و أخرج رسالة أخرى، و كانت هذه المرة من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان موجهة إلى الأسـد، و مؤرخة في ۲۸ تموز/يوليو ۱۹۸۸. و قرأ الأسـد أن سياسة ريغان كانت تسعى إلى ” تحسين فرص السلام بين العرب و إسرائيل على الصّعد كافة. و لا يزال هذا الأمر أولوية قصوى لدى الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي الرقمين (۲۹۲) و(۳۳۸) و المتضمنين مبدأ ” الأرض مقابل السلام ” الذي هو جوهر القرار الرقم (٢٤٢)، و ثانيًا ضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني “.وأكدّ الأسـد لبيكر ملوّحًا بالرسالتين في يده، "هذه يا سيد بيكر هي سياسة الولايات المتحدة! و هو ما يقوله الرؤساء الأمريكيون إنه سياسة أمريكا".

أقرا أيضا" :

أميركا تُشدِّد على إنهاء "الهجمات على المدنيين" وتُرحِّب بوقف إطلاق النار في سورية

وفي تلك اللحظة، لم يعُد بيكر يدري كيف ينصرف، و رد بحدّة: ” هذه رسالة جيدة! إذا كنت لا تحبذ ما نقوم به، و تعتقد بأنك تستطيع استعادة الجولان آمن دون الجلوس مع الإسرائيليين، اذهب و استعدها “. بقي الأسـد محافظًا على هدوئه التامإزاء ردّ ضيفه المنفعل، بل في الحقيقة فوجئ بأن يرى دبلوماسيًا مخضرمًا يفقد أعصابه بهذه السرعة، و سأل الرئيس السوري مساعديه، "ما الذي أغضبه؟ نحن نتفاوض".و بعدها قال لبيكر بكل هدوء: ” أنتم لا تقومون بذلك من أجلنا بالدرجة الأولى. أنتم لديكم مصالح أيضًا “. و بسبب خشية الرئيس الأسـد من أن تفقد شدة الضغط على وزير الخارجية الأمريكي القدرة على متابعة مهمته، أعطاه أخيرًا ما يريد: القبول برسالة الضمانات الأمريكية، من دون ذكر المباحثات المتعددة الآن. و هنا انتهز دنيس روس، الذي كان آنذاك عضوًا في هيئة التخطيط السياسي لدى الخارجية الأمريكية، الفرصة و مرر ملاحظة سريعة لبيكر كتب فيها: "خذ النقود و اهرب لنخرج من هنا".وجاء هذا التوثيق من كتاب الدكتورة بثينة شعبان/ عشرة أعوام مع حافظ الأسد 1990 – 2000 / ص 61.

وقد يهمك أيضا" :

تقرير أممي يُؤكِّد أنّ سقوط المعقل الأخير لـ"داعش" يُشكِّل منعطفًا خطيرًا

ننشر أسماء قتلى الجيش السوري في انفجار داخل مطار الشعيرات العسكري

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة الرسالة التي أخرجها حافظ الأسد من جيبه أثناء لقاءه مع بيكر قصة الرسالة التي أخرجها حافظ الأسد من جيبه أثناء لقاءه مع بيكر



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24