تيريزا ماي تُنهي سنوات الضباب باستقالتها
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

حُمّلت معضلة الخروج من البريكست وفشلت

تيريزا ماي تُنهي "سنوات الضباب" باستقالتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تيريزا ماي تُنهي "سنوات الضباب" باستقالتها

رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي
لندن - سورية 24

عندما تسلّمت تريزا ماي رئاسة وزراء المملكة المتحدة، حملت على الفور كرتين من نار: الأولى أنها السيدة الثانية التي تتولّى هذه المسؤولية بعد سيدة مجبولة من حديد هي مارغريت ثاتشر، والثانية أن سلفها ترك لها معضلة اسمها «بريكست». الكرة الأولى لاهبة بالمقارنات بينها وبين امرأة كانت زعيمة استثنائية بكل المقاييس. والكرة الثانية حارقة لأنها تتعلق بمصير بلاد لطالما ربطت مستقبلها بماضيها، والحدّان الزمنيان في الحالة البريطانية طافحان بالتعقيدات.

الآن وبعد ثلاث سنوات من المحاولات المضنية لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بناء على الاستفتاء التي أجرته حكومة ديفيد كاميرون وصوّتت فيه غالبية 52 في مائة من البريطانيين لمصلحة مغادرة الاتحاد، تستسلم السيدة ماي وتعلن تخليها عن زعامة حزب المحافظين بدءاً من السابع من يونيو (حزيران)، وبالتالي عن رئاسة الوزراء. وهي فعلت ذلك بعدما أيقنت أن لا ضرورة للقيام بمحاولة رابعة لتمرير اتفاق «بريكست» الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم، لأن حزب العمّال المعارض رفض الصيغة الجديدة التي أتت بها ماي لتجميل الاتفاق، ولأنها ضُربت مراراً وتكراراً من «بيت أبيها» حزب المحافظين كون الكثير من أركان الحزب من ذوي التفكير التقليدي المعادي لأوروبا والمتعلّق بماضٍ إمبريالي لم يعد موجوداً إلا في كتب التاريخ وأفلام السينما.

ستطوي تيريزا ماي صفحة تُعتبر من الأكثر صعوبة في تاريخ بريطانيا الحديث وتذهب إلى بيتها، ذلك أن الساسة في بريطانيا يعودون إلى حياة عادية جداً بعد انتهاء عملهم في الشأن العام، فلا هالة تحيط بهم ولا برامج تلفزيونية تستضيفهم، ولا طريق عودة لهم إلى مضامير السياسة ومرامحها... هم يتقاعدون بكل بساطة لأن الوكالة التي أعطاهم إياها الناخبون هي عقد شخصي ينتهي بانتهاء موضوعه، وهو هنا تمثيل الأكثرية الناخبة.

أقرأ أيضا

الاستفتاء الثاني بشأن "بريكست" وسيلة لإنهاء الجمود السياسي

ولدت تيريزا ماي في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 1956 في مدينة إيستبورن الواقعة في مقاطعة ساسيكس الغنية بجنوب إنجلترا. والدها هيوبرت برايزير كان قساً في الكنيسة الأنجليكانية من مدرسة لاهوتية مقربة من الكاثوليكية.

درست ماي الجغرافيا في جامعة أكسفورد، وعملت في الوقت نفسه في مخبز لتحصل على بعض المال. يقول زملاؤها وأصدقاؤها من أيام الجامعة إنها لطالما اهتمت بالسياسة وعبّرت عن طموحها إلى أن تصبح يوماً رئيسة للوزراء.

عملت في بنك إنجلترا المركزي بين 1977 و1983، وفي المجلس المحلي لمنطقة ميرتون التابعة للندن بين 1986 و1994. وبعد محاولتين فاشلتين لدخول مجلس العموم عن حزب المحافظين، رشحها الحزب عن دائرة ميدنهيد في انتخابات عام 1997 ففازت بالمقعد بسهولة. وخلال فترة عملها في المصرف المركزي تزوجت عام 1980 من المستشار المالي فيليب ماي ولم يرزقا أطفالاً.

تدرّجت ماي في صفوف حزب المحافظين إلى أن صارت أول رئيسة له عام 2002. وبقيت في مجلس العموم، وعُيّنت بعد انتخابات 2010 وزيرة للداخلية في حكومة ديفيد كاميرون، قبل أن تخلفه في زعامة الحزب وبالتالي رئاسة الوزراء بعد استقالته التي أملتها نتيجة استفتاء «بريكست». وفي انتخابات 2017، خرج حزب المحافظين فائزاً إنما أقل قوة، مما أرغم ماي على التحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدوي في آيرلندا الشمالية.

لم تكن تيريزا ماي يوماً موضع إجماع في صفوف مؤيدي المحافظين ولا في صفوف الصحافة المؤيدة للحزب، فمنهم من رآها زعيمة قوية وواثقة من نفسها، ومنهم من اعتبرها ضعيفة لا تستطيع القيادة لا سيما في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد.

وها هي اليوم تصطدم بجدار اليأس وترفع الراية البيضاء بعد محاولات حثيثة بين بروكسل ولندن، والواقع أن عاصمة الاتحاد الأوروبي كانت أرأف بها من عاصمة بلادها.

ترحل ماي وتترك لمن سيخلفها في زعامة المحافظين ورئاسة الحكومة مهمة شبه مستحيلة تتمثل في الخروج من الاتحاد الأوروبي بأقل الأضرار الممكنة. لكن الآفاق تبدو في الواقع قاتمة، والخروج بلا اتفاق صار احتمالاً قائماً بقوة، مع ما يستجرّه الطلاق غير الودّي من تداعيات سلبية على طرَفيه. فمن سيتلقّف كرة النار هذه المرّة؟

قد يهمك أيضا

ماي تعلن أن بركسيت يرسم شكل العلاقة المستقبلية والشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي

رئيسة الوزراء البريطانية تُعلن استقالتها خلال خطاب لها

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيريزا ماي تُنهي سنوات الضباب باستقالتها تيريزا ماي تُنهي سنوات الضباب باستقالتها



GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 16:29 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 03:09 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

العقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تستعيد القدرة و السيطرة من جديد

GMT 13:31 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد إمام يُشيد بأداء الفنانة ياسمين رئيس

GMT 12:44 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

انطلاق مهرجان "طيران الإمارات للآداب" الجمعة

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 21:19 2020 السبت ,09 أيار / مايو

قطر تبحث عن السيولة بخفض أسعار النفط 51%

GMT 10:01 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

طريقة عمل معقم لليدين طبيعي في المنزل

GMT 16:13 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بعد عودة الاستقرار.. زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني في حمص
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24