التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية

البحر الكاريبى
مكسيكو _سورية24

بدأت أغلب دول العالم فى التعايش مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، مع التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بالمرض القاتل، ولعل التباعد المجتمعى من أبرز هذه الإجراءات التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية إلى جانب النظافة الشخصية، وتعقيم اليدين باستمرار، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، وغيرها الكثير من التوجهيات.

لكن يبدو من المستحيل عملياً فى جزيرة صغيرة من البحر الكاريبى تقع قبالة كولومبيا، تطبيق تدابير التباعد الاجتماعى التى تقتضيها مواجهة فيروس كورونا المستجد، إذ تعتبر هذه الجزيرة من الأكثر اكتظاظًا فى العالم، مع كثافة سكانية تبلغ 500 نسمة فى الهكتار الواحد.

من جهته، قال أدريان كارابايو، البالغ من العمر 22 عامًا، وهو دليل سياحى، "نحن معزولون وبعيدون من الفيروس، ولكن لا شك فى أننا خائفون من أن يأتى إلى الجزيرة شخص يحمل الفيروس، وينقل إلينا العدوى، فنموت جميعاً"، حيث تفوق الكثافة السكانية فى سانتا كروز ديل إيسلوتى، الكثافة السكانية فى حى مانهاتن فى مدينة نيويورك الأمريكية، حيث يعيش 268 شخصاً فى 0.01 كيلومتر مربّع، وفقا لما نقله "العين الإخبارية"، عن وكالة الأنباء الفرنسية.

وتعانى هذه الجزيرة منذ عقود نقصاً فى المياه وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائى، فضلاً عن أنها تفتقر إلى الأطباء، ويواجه سكانها هذه المشكلات بالابتكار والتضامن، لكن فيروس كورونا المستجد يشكل تهديداً للجزيرة المعروفة أكثر باسمها المختصر إل إيسلوتى (الجزيرة الصغيرة)، فالإصابات فى كولومبيا تجاوزت 100 ألف من السكان البالغ عددهم 50 مليوناً، فى حين وصل عدد الوفيات إلى 3400 حالة.

وعلى بعد ساعتين بالمركب من الجزيرة، تقع مدينة كارتاخينا التى تشكل مركزاً سياحياً مهماً، وهى تعانى حاليًا أكبر نسبة من الإصابات بفيروس كورونا فى كولومبيا، وتفادياً لانتقال "كوفيد-19" إلى الجزيرة، اعتمد مسئولوها بروتوكولاً للحجر ينبغى على كل شخص يغادر الجزيرة ويعود إليها أن يلتزمه.

 وعملاً بهذا البروتوكول، فإن أدريان، الذى قصد "البرّ الرئيسى" لموعد طبى، التزم بالحجر الصحى الذاتى لمدة 14 يوماً فى جزيرة تينتينبان المجاورة، وهى أكبر مساحة بقليل من إل إيسلوتى، ويحيط البحر، بمختلف تموجاته اللونية الزرقاء والخضراء، بالجزيرة التى تشكل كومة من الأكواخ المتداخلة من دون شاطئ.

فى وسط الجزيرة، تقع ساحة الصليب، وحولها الأكواخ ورصيفان ومدرسة واحدة، ولاحظت عالمة الأنثروبولوجيا أندريا ليفا، أن "الجائحة كشفت وجود مشكلات هيكلية قديمة"، وأبدت ليفا اهتماماً برصد "الحلول التى سيجدها سكان الجزيرة بأنفسهم"، إذ اعتبرت أن "من المستحيل ضبط تطبيق التباعد الجسدى فى جزيرة مكتظة سكانياً، وهو أمر سخيف تقريباً".

ومع أن أى فحوص لم تُجرَ، يؤكد السكان أنهم فى منأى عن فيروس كورونا المستجد، ولا يضع سكان الجزيرة كمامات على وجوهم، ولم تفرض أى قيود، بل يلعب الأولاد بحرية، فيما يعقد البالغون جلسات يتبادلون فيها الأحاديث أو يتنافسون فى لعبة الدومينو، وهنا علق أدريان، "يمكن نوعًا ما القول إننا نشعر بأننا فى الجزيرة محميون".

كما ترك ألكسندر أتينسيو، تلاميذه فى مطلع مارس الماضى عندما سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا فى كولومبيا، والتزم حجراً ذاتياً فى بلدة تولو الساحلية، على بعد حوالى ساعة بالقارب السريع من الجزيرة، حيث قررت الحكومة اعتماد التعليم مِن بُعد لاستكمال السنة الدراسية، لكن إل إيسلوتى "غير مهيأة لتعليم افتراضى بنسبة 100%"، حسب ما أوضحه أتينسيو.

ويتلقى تلاميذ الجزيرة فروضاً وواجبات مدرسية ينبغى أن يحلوها ويرسلوا بالقارب إلى معلميهم، لكى يضعوا لهم العلامات التقويمية، ولا يشكل الحجر أمراً جديداً لسكان الجزيرة "إذ لطالما كانوا معزولين"، بحسب المدرس أتينسيو، ولا هو جديد أيضاً "الإهمال وغياب السياسات الحكومية" فى شأن الجزيرة الصغيرة.

وتعتمد جزيرة "إل إيسلوتى" بصورة أساسية على السياحة، أحد القطاعات الأكثر تضرراً جراء جائحة كوفيد-19، فالفنادق والمطاعم والحانات فى الجزر المجاورة أقفلت أبوابها وتوقفت عن العمل، وأشارت عالمة الأنثروبولوجيا ليفا، إلى أن البطالة أدت إلى تراجع السيولة وشل الاقتصاد، ودفع ذلك سكان الجزيرة للجوء إلى الصيد "لتأمين ما يحتاجونه لاستهلاكهم الخاص، لكن ذلك لا يكفى"، بحسب هذه الباحثة التى اختارت إل إيسلوتى موضوعاً لأطروحتها الجامعية.

وجمد أدريان نشاطه كدليل سياحى، ولن يحصل هذه السنة على شهادة الثانوية العامة، لكنه يأمل فى أن يعاود تحقيق مشاريعه "عندما تتحسن الأوضاع"، كما عادت جليزى باربوسا، وهى طالبة تتابع دراستها فى كارتاخينا، إلى الجزيرة لتقيم مع أهلها عند إعلان حالة الطوارئ الصحية.

وقالت باربوسا، البالغة من العمر، 20 عامًا، "نظراً إلى صعوبة الوضع الاقتصادى، لم تكن والدتى تملك مالاً لترسله إليّ، فطلبت منى العودة.. ففى الجزيرة نحن متحدون، والجار يتقاسم ما يملك مع جاره".

فيما، أكدت الباحثة ليفا، "رغم الخلافات الداخلية الطبيعية، إنه مجتمع قائم على المفهوم الجماعى.. وهذا النسيج الاجتماعى يساعد سكان الجزيرة على مواجهة الجائحة بشكل أفضل مما تفعل المدن القائمة أكثر على الفردية"، ومن هذا المنطلق، يدفع القادرون رسوم التيار الكهرباء لكى يحصل عليه الجميع ليلاً، كما أشار أدريان - الذى يتحرق شوقاً للعودة إلى إل إيسلوتى بعد انتهاء فترة حجره - إلى أنه لن يتخلى أبداً عن هذه الجزيرة.

قد يهمك أيضا

تعرَّف على 10 حقائق مثيرة للاهتمام عن جزر المالديف

"كورونا" يتسبب في إخلاء جزيرة "مايوركا" الإسبانية من السيّاح

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية



GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:51 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الكشّف عن أدلة تُثبت وجود الحياة على كوكب "المريخ"

GMT 09:49 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مهزلة .. فضيحة

GMT 14:32 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة روجينا تنشر صورة وهي تؤدي مناسك العمرة مع عائلتها

GMT 05:01 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة إسرائيلية تقضي بسجن شاب أميركي مصاب بمرض التوحُّد

GMT 17:14 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية داليا كريم تنهي مأساة أسرة عمرها سنوات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24