بعد تهديده بالعزل.. ترامب يتراجع ويدعو للمصالحة وتضميد الجراح

بعد تهديده بالعزل ولا سيما من أقرب حلفائه تراجع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ليدعو إلى “المصالحة” بعد الأحداث التي عصفت بالولايات المتحدة جراء اقتحام مؤيدي الأخير مبنى الكابيتول. اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي من مؤيدي ترامب جاء بعد إصرار الأخير على مدى شهرين على رفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية بذريعة تزويرها والحديث عن نظريات المؤامرة ومواصلة تحريض مؤيديه. ترامب وبعد الاقتحام الذي هز الولايات المتحدة دعا إلى “المصالحة وتضميد الجراح” منددا “بهجوم مشين” شنه مناصروه على مقر الكونغرس وقال في شريط فيديو بثته وسائل إعلام “إنه ساخط إزاء أعمال العنف التي ارتكبها مئات من أنصاره خلال اقتحامهم مبنى الكابيتول الأربعاء الماضي” لكنه أضاف “عشنا للتو انتخابات شديدة الوطأة والعواطف لا تزال جياشة لكن ينبغي التحلي بالهدوء”.

الرئيس المنتهية ولايته قال إن تركيزه الآن ينصب على ضمان “انتقال هادئ ومنظم وسلس” للسلطة من دون أن يقر صراحة بهزيمته أمام جو بايدن في الانتخابات الرئاسية ليتولى دور المسؤول المكلف تضميد جراح البلاد التي عاشت برأيه “أحد أحلك الأيام” في تاريخها دون أن يعترف بمسؤوليته عما حدث. كلام ترامب هذا جاء بعد الحديث عن مطالبات حثيثة بتفعيل التعديل الـ 25 من الدستور وتنحيته من قبل مسؤولي الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولا سيما رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وسط أنباء عن أن أقرب وزراء ترامب وخاصة وزير الخارجية مايك بومبيو بحثوا مسألة عزله.

بيلوسي لم تكتف بالمطالبة بتنحية الرئيس عبر التعديل الدستوري بل تعدت ذلك إلى التهديد بمحاكمة برلمانية جديدة لترامب في الكونغرس في حال عدم تفعيل البند المذكور ورأت أن تنحيته “أمر ملح” يكتسب أهمية قصوى. شومر اعتبر بدوره أن ما حصل في الكابيتول يشكل “تمردا” على الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس وقال “لا ينبغي لترامب أن يبقى في منصبه ولو يوما واحدا بعد الآن”.وحث شومر وبيلوسي مع أغلبية أعضاء الحكومة نائب الرئيس مايك بنس على اعتبار ترامب “غير أهل” لتولي مهام منصبه استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين في الدستور الأمريكي. كما دعا النائب آدم كينزينغر إلى سلوك هذا الطريق وهو أول جمهوري يقوم بذلك علنا معتبرا أن هذا الأمر يصب في “مصلحة الديمقراطية” بالولايات المتحدة. واقتحم المئات من أنصار ترامب أمس الأول مبنى الكابيتول وارتكبوا أعمال شغب داخله قبل عقد غرفتي الكونغرس جلسة مشتركة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص إضافة إلى وفاة شرطي فيما بعد متاثرا بجروحه واعتقال العشرات ورغم هذه الأحداث صدق الكونغرس على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية بينما أطلق الديمقراطيون حراكا من أجل عزل ترامب عن الحكم فورا .