استهداف الضاحية «خلل فني» أم محاولة لفرض معادلات جديدة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

استهداف الضاحية: «خلل فني» أم محاولة لفرض معادلات جديدة؟

استهداف الضاحية: «خلل فني» أم محاولة لفرض معادلات جديدة؟

 العرب اليوم -

استهداف الضاحية «خلل فني» أم محاولة لفرض معادلات جديدة

بقلم : عريب الرنتاوي

 أرجح أن ينفذ حزب الله عملية ضد إسرائيل، مساوية في قدرها وشدتها، للاختراق الأخطر الذي قارفته إسرائيل للقرار 1701، باستهدافها ضاحية بيروت الجنوبية بطائرتين من دون طيّار، واحدة مفخخة والثانية بلا تسليح ... وحده الحزب من بين أطراف ما يُعرف بـ»محور المقاومة والممانعة»، من يمتلك إرادة الرد، جميع الأطراف تمتلك القدرة على الرد، بيد أن إرادتها ليست حرة، وهي مقيّدة بالكثير من الاعتبارات والحسابات.

لقد ضربت إسرائيل عشرات المرات في سوريا، ومؤخراً، اعترفت بتنفيذ أربع هجمات ضد أهداف تتبع للحشد الشعبي العراقي، وقبلها نفذت عمليات استخبارية «قاسية» في الداخل الإيراني ... العربدة الإسرائيلية المنفلتة من كل عقال، لطالما توقفت عند حدود لبنان كما أشرنا في مقال سابق ... اليوم، تتخطى تل أبيب هذا الخط الأحمر، عن خطأ أو ربما في محاولة لتغيير «قواعد الاشتباك» ... الكرة الآن في ملعب حزب الله، ولدي اعتقاد بأن الحزب لن يتأخر طويلاً قبل أن يردها إلى معلب رئيس الحكومة الإسرائيلية المسكون بهستيريا الانتخابات ومستقبله الشخصي، فأمعن في سياسة «اللعب بالنار».

الطائرتان المسيّرتان اللتان سقطتا فوق الضاحية، لم تتعرضا لأية مقاومة أرضية ... هل أصاب خلل فني طارئ الطائرتين معاً، وفي التوقيت ذاته تقريباً، وبالتزامن مع الغارات الإسرائيلية في بلدة عقربا في محيط دمشق الجنوبي، وبعد أيام قلائل من آخر عملية استهداف للحشد الشعبي؟ ... أي حشد من المصادفات هذا الذي يكاد يشعل المنطقة برمتها؟ ... ثم، هل يمكن القبول بفرضية «الخلل الفني» الذي يصيب طائرتين معاً، وفوق الضاحية بالذات، ولماذا إحداهما مفخخة، هل المقصود بتفخيخ الطائرة، تنفيذ عملية هجومية، سيما وأن الطائرة وقعت قرب مركز إعلامي لحزب الله، أم أنها مفخخة بغرض «التدمير الذاتي» خشية أن تقع في أيد معادية حال أصابها الخلل؟ ... أسئلة وتساؤلات، لم نعرف، وقد نعرف، إجابات عليها.

في مطلق الأحوال، هي رسالة تبعث بها إسرائيل إلى حزب الله، في عقر ضاحيته الجنوبية، وهي تختلف عن الرسائل العديدة التي تلقاها الحزب على الأرض السورية، ومؤخراً العراقية ... رسالة تستبطن في طيّاتها، رغبة إسرائيلية في فرض معادلات وقواعد جديدة الاشتباك ... الحزب لن يقبل بذلك، والحزب لديه المعرفة بكيفية الرد، في المكان المناسب، وبالقدر المناسب، وأظن، وليس كل الظن إثماً، أن الرد لن يتأخر، وأن الانتظار لن يطول.

وسأذهب أبعد من ذلك في ظني وظنوني فأقول: إن مكونات المحور الممتد من طهران حتى الضاحية مروراً ببغداد ودمشق، باتت بأمس الحاجة للرد على الغطرسة الإسرائيلية، بعد أن تعرضت سياداتها وكراماتها ومصالحها للاستباحة طوال سنوات وليس أشهر أو أسابيع، مرات عديدة وليست مرة واحدة ... فهل يقوم الحزب بتنفيذ الرد على العربدة الإسرائيلية، أصالة عن نفسه، ونيابة عن محور كامل؟

لقد فقدت حكومة إسرائيل عقلها، ونتنياهو المثخن بجراح الفساد وسوء استغلال الأمانة، المهدد في مصيره الشخصي والسياسي، بات رجلاً خطيراً، ويزداد خطورة كلما اقترب موعد الانتخابات، وكلما تكاثرت الاستطلاعات التي لا تضمن فوزه المؤكد فيها، وهو لن يتورع عن إطلاق ما في جعبته من سهام سامّة، وفي كل الاتجاهات، لضمان عودته للحكم والحكومة .... نتنياهو سيواصل «اللعب بالنار» إن ظن أنها ستحرق أصابعه فقط، إذ من دون أن تتهدد النار الرجل بالاحتراق من رأسه حتى أخمص قدميه، فلن يرتدع ... فهل هناك من هو على استعداد لرد كيد «الذئب الجريح» إلى نحره؟ ... هل هناك من هو قادر على إعادته إلى «وكره» بعد تلقينه درساً لا ينساه؟ ... لقد طفح الكيل بالكثيرين من العربدة الإسرائيلية المنفلتة، فهل هناك من لا زالت لدية إرادة الردع والقدرة على ترجمتها، من أقوال وشعارات، إلى أفعال ومعادلات جديدة؟

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهداف الضاحية «خلل فني» أم محاولة لفرض معادلات جديدة استهداف الضاحية «خلل فني» أم محاولة لفرض معادلات جديدة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:27 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 16:55 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 13:43 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إبقَ حذراً وانتبه فقد ترهق أعصابك أو تعيش بلبلة

GMT 10:25 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 17:23 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اختفاء جزيرة يابانية قرب الحدود الروسية

GMT 14:24 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكو حرام تقتل 15 إثر هجوم على قرويين في نيجيريا

GMT 11:11 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

لاغارد تعلن إجراءات مشددة للتصدي إلى الفساد

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24