إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة!

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة!

 العرب اليوم -

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة

أسامة الرنتيسي

 مثلما تستجيب الحكومة لملحوظات المواطنين في تقليص حركة السيارات الحكومية في الشوارع وتخفيض مصاريفها، استجابت لملحوظات شخصيات إزاء الأحزاب ودعمها، وقلصت الدعم المقدم للأحزاب السياسية من 50 ألف دينار في العام إلى 17 ألف دينار، وبعد ذلك تتشدق بدعم الحياة السياسية ومشروعات  الإصلاح السياسي وتعزيز الحياة الحزبية.

تعرف الحكومة ويعرف الجميع أن مبلغ 17 ألف دينار لا يسدد أجرة مقر حزبي، فكيف بعد ذلك نطالب الأحزاب بتعزيز وجودها وانخراطها في الحياة السياسية  من خلال مشاركتها في الانتخابات النيابية والبلدية واللامركزية.

الحكومة التي قلصت دعم الاحزاب إلى 17 ألف دينار، هي ذاتها مع دفع فاتورة علاج ساق مسؤول كبير  في دولة أوروبية وصلت قيمتها إلى 400 ألف دينار.

لا تتعامل الحكومة والحكومات تأريخيًا مع الأحزاب بعلاقة ودية، حتى حزب التحالف المدني الذي توسمنا فيه خيرا، تم وضع العراقيل أمامه منذ لحظة إشهاره في “الخوارزمي”، فمرة يُكنّى بحزب المعشر كنوع من التحريض ضد الشخص والحزب، ومرة ترفض وزارة الشؤون السياسية إندماجه مع حزب جميل النمري الديمقراطي الاجتماعي، وفي النهاية أصبح المعشر والنمري خارج مركز التأثير في الحزب.

عموم الأحزاب السياسية لا تَسلَم من انتقادات واسعة، ولا أحد يسمع صوتها، حتى وإن كانت غائبة، من المؤيدين لها والمعارضين، وقد أصبحت تسميتها الجديدة – أحزاب الخمسين – الدارجة على ألسنة المشتغلين بالعمل السياسي العام وأحاديثهم.

ليس المقصود – بأحزاب الخمسين – وجود 50 حزبًا مرخصًا وأخرى تحت التأسيس، بل الخمسين ألف دينار قيمة دعم الأحزاب السنوي، التي لم تر الأحزاب منها خيرًا منذ أقرتها الدولة.

غياب معظم الأحزاب السياسية عن يوميات العمل السياسي الأردني لافت للنظر، كما هو غياب عن الفعاليات الجماهيرية، حتى البيان اليتيم الذي كان قمة عمل بعض الأحزاب غاب عن الحياة العامة في الأردن.

لكن؛ هل الأحزاب السياسية الإسلامية واليسارية والقومية والوسطية وأحزاب الإدارة العامة تعمل على تعزيز الحياة الحزبية وتطويرها؟

والسؤال الثاني الأهم؛ هل عقل الدولة  – مثلما يُتحفنا بالخطاب الرسمي – يؤمن بأنه مع تعزيز الحياة السياسية وبناء أحزاب قوية، وتيارات ممثلة للشارع الأردني.

جواب  السؤال الثاني أسهل، فباختصار شديد، إنه لا يؤمن أبدًا  بذلك ولا يسعى إليه، بل يُعطّل أي عمل مؤسسي قد يُنتج خيارًا محترمًا، إن كان معارضًا او مؤيدًا، وفي عداد التجارب الكثيرة لا حاجة لذكرها.

أما السؤال الأول، فإن المشكلة في بنيان الأحزاب السياسية ذاتها، ولنتحدث بصراحة، لدينا الآن نحو 70 حزبًا في الأردن منها ما هو مرخص وما هو تحت الترخيص، من مختلف الأشكال والألوان السياسية والفكرية

بعيدا عن واقع الحال، شخصيًا؛ مؤمن بأن عملية الاصلاح السياسي لا يمكن الانتقال بها نحو الأفضل من دون حياة حزبية، وتعددية فكرية، وعدم التفكير بإقصاء الآخرين، فالحياة الحزبية هي الحاضن الطبيعي لتطور المجتمع، وهي الوعاء الذي يتخرج منه السياسيون الذين يتبوأون المناصب والمواقع القيادية، وهي المرجعية لهؤلاء، والجهة التي تحاسب أعضاءها على ما يقدمون، إيجابًا أو سلبًا.

الدايم الله….

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24