هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي؟

هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي؟

 العرب اليوم -

هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

بوصول أول دفعة من السلاح الروسي الاستراتيجي، صواريخ إس 400، لا يعرف في أي اتجاه يأخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بلاده.

استبعد أنه كان لدى أنقرة ترتيبات مسبقة أدت إلى الوضع القائم، بل تبدو هي نتيجة سلسلة أحداث خرجت عن السيطرة. الثورة السورية وفشل الدور التركي فيها الذي كان المحوري في إدارة المعارضة. دخول إيران عسكرياً بقوة في سوريا والمناطق المحاذية لتركيا، ثم دخول القوات الروسية، ودخول القوات الأميركية في المناطق الكردية السورية، ودخول سلاح الجو الإسرائيلي في الحرب. وهناك ثلاثة أحداث خطيرة هي: إسقاط الطائرة الروسية على الأراضي التركية، واغتيال السفير الروسي في أنقرة، ومحاولة الانقلاب على إردوغان. وفي الوقت نفسه قام إردوغان بتغيير نظام الحكم من رأسين إلى واحد ممثل في شخصه، رئيساً للجمهورية وإلغاء دور رئيس الوزراء.

إردوغان يحارب على عدة جبهات، ومن الواضح أنه لم يوفق في أي منها؛ فقد خسر معركة سوريا، وهو يقدم تنازلات متكررة لروسيا وإيران هناك. وأصبح هدفه محدداً في منع قيام جبهة كردية يمكن أن تهدد تركيا لاحقاً، وهذا وضعه في صدام مع الولايات المتحدة التي تعتمد على حليفها الكردي.

هذه الأحداث المتعددة في كفة ومغامرته بالانتقال إلى المعسكر الروسي في كفة أخرى، أكثر خطورة. وأنقرة تحاول تهدئة غضب واشنطن وأصدرت عدة تصريحات بأنها مستعدة للتفاهم على حلول لا تجبرها على التخلي عن صفقة السلاح الروسية.

لكن في حال فشل التوفيق مع واشنطن قد تتسبب الصفقة العسكرية بواحد من التحولات السياسية المهمة إقليمياً وقارياً، فقد كانت تركيا من الأعمدة الثابتة في ترتيبات العلاقة الدولية بين الشرق والغرب. وتترافق مع تطورات مماثلة، مثل سعي واشنطن لإجبار إيران على التغيير. صفقة السلاح الروسية لتركيا قد تغير التحالفات كما فعلت الصفقة التشيكية لمصر عبد الناصر التي بسببها انتقل إلى معسكر السوفيات. أنقرة وواشنطن في علاقة استراتيجية تأسست منذ ستين عاماً، على أنقاض الحرب العالمية الثانية.

الآن نرى عودة للاستقطاب، وملامح حرب باردة جديدة. هل إردوغان حقاً ينوي مغادرة المعسكر الغربي، وقد تتسبب الصفقة بسلسلة من الخلافات تعزل تركيا تدريجياً وربما تقصيها من حلف الناتو. وهل حلف الأطلسي مستعد للتخلي عن تركيا، الدولة التي على خط المواجهة مع روسيا؟
بل هل يرى الغرب تركيا هي إردوغان؟

كل الدلائل تشير إلى أن التحول الجزئي نحو موسكو هو من نزعات إردوغان أكثر من كونه استراتيجية تتبناها الدولة التركية بمؤسساتها، وقد لا تدوم بخروجه من الحكم بعد ثلاث سنوات، إن خرج بنهاية رئاسته. الخلاف بين إردوغان وأقرب الناس إليه في الحزب، وكانوا في الحكومة، مثل د. داود أوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية سابقاً، شمل إدارته السياسة الخارجية، بما فيها أسلوبه في إدارة العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن. بالنسبة لإردوغان خلافه الأعمى مع حليفه السابق، الداعية غولن، بلغ به درجة رهن علاقة تركيا مع أميركا بمطلب تسليمه، الأمر الذي رفضته واشنطن! لقد كثرت مشاكل إردوغان مع واشنطن من قضية اعتقال القس وطلاب أميركيين، وضرب المتظاهرين في واشنطن، وتهديد تنظيم «قسد» الكردي حليف واشنطن.
أنقرة في لحظة ضعف أمام روسيا خوفاً من بطشها عندما أسقطت مقاتلة تركية طائرة حربية روسية على الحدود السورية، وتلتها ببضعة أشهر محاولة الانقلاب. بعدها أعلن إردوغان عن صفقة مع موسكو ودفع مبلغاً مبدئياً. وكان يعتقد حينها أن تركيا تساوم الشركات الغربية التي سعت للفوز بالعقد أولها شركة «رايثيون» الأميركية عن نظام باتريوت للدفاع الصاروخي. لكن بوصول أول شحنة من السلاح الروسي المتقدم هذا الأسبوع يبدو أن الوضع بات أكثر تعقيداً مما كان يظن. العقوبات الأميركية المحتملة قد تتسبب بتدمير الاقتصاد التركي القائم على الأسواق الغربية وهو حالياً في أسوأ أوضاعه، إضافة إلى الخلافات التي نشبت داخل الحزب الحاكم، والانشقاقات الاحتجاجية من كبار رجالاته، رفضاً لقرارات إردوغان الذي يتهمونه بأنه يجر البلاد إلى الهاوية.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 17:28 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

باهر المحمدي يضيف الهدف الثاني لمصر في شباك تونس

GMT 14:39 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أغراض و مستلزمات جهاز العروس بالتفصيل

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مصدر يؤكد اتفاق عمرو دياب مع "روتانا " من جديد

GMT 19:04 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

إصابة سائحة روسية وابنتها بـ"مرض النوم" في زنجبار

GMT 07:05 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

٧ أخطاء تجنبي الوقوع فيها عند تجهيز منزل الزوجية

GMT 16:38 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

"جاموفوبيا" مجموعة قصصية جديدة لـ "محمد متبولي"

GMT 00:52 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحرس الثوري يحذر أميركا من الرد على قصف قاعدة "عين الأسد"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24