استوديو
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

استوديو

استوديو

 العرب اليوم -

استوديو

الكاتب سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

 

أفدت في تجربتي المهنية كثيراً من عملي في البداية في ترجمة وكالات الأنباء. كان علينا الاطلاع على معظم أخبار العالم من أجل أن نختار منها ما هو مهم بالنسبة للقارئ في لبنان، الذي كان محلياً وقادماً من أنحاء العالم العربي.

وعلمتنا الوكالات ترتيب الأهميات وتطبيق قاعدة النسبية. فالإعصار الذي يرعب فلوريدا ويهددها بالدمار هو مانشيت الصفحات الأولى في أميركا، وعنوان الصفحة الثانية في أوروبا، وخبر صغير في صحافتنا. وكنا نرمي في المهملات أعاصير آسيا ونضع على الأولى فيضانات البندقية المتداخلة أخبارها في تاريخنا خلال قرون، إضافة إلى أن جمالياتها المهددة لا مثيل لها في العالم.

كل شيء نسبي في الحياة، ليس وفقاً لنسبية أينشتاين التي غيَّرت وجه العلم، بل وفقاً لبداهة الأشياء في ديار الله. جميعها. منذ أكثر من شهر وأنا أسير أحداث لبنان، إنساناً وكاتباً.

أمضيت أياماً في لبنان مسمراً أمام تلفزيون لم أكن أعطيه أكثر من ساعة في اليوم. والآن أصبحت أشاهد ما لم أكن أشاهد، وأسمع مَن لم أكن أسمع. وما زلت لا أصدق الذين يخدعونني منذ نصف قرن ويخدعون شعبهم وأرضهم وأبناءهم.

اضطررت وزوجتي إلى السفر منذ أسابيع. فقالت جارتنا لزوجتي «شو سامعين شي»؟ على أساس أن الصحافي «يسمع» ما لا يسمعه سواه ويفهم أكثر من غيره معاني تصريح وزير الدفاع عن أن ما يجري يذكّر معاليه بالحرب الأهلية. حلوة الطمأنينة، معاليك. خصوصاً في وقتها.

في النهاية جئت إلى باريس لأسباب لها علاقة بهذه المدينة، وليس بقصر بعبدا أو ساحة النور أو ساحة الشهداء أو حلبا أو سعدنايل أو شويت أو الضنية أو الرينغ أو الشفروليه أو زحلة أو تعنايل أو بدنايل أو جل الديب.

هنا، أهم درس في النسبية تلقيته في حياتي: سي.إن.إن. تهيئ سامعيها للبدء في الجلسة الأولى من بدايات عزل الرئيس الأميركي، وأنا أتنقل من قناة إلى أخرى لكي أعرف ماذا حدث في «جل الديب». هل مطلق الرصاص في الهواء «عوني» أو من تيار جبران باسيل أم هاوٍ ضاق صدره بالمطالبة بالدولة والحرية والرأس المرفوع.

أطبقت الدنيا علي، مثل الإنسان الذي أفاق ليرى نفسه صراراً في رواية فرانز كافكا. مرة أخرى أرى بلدي على حافة الانهيار وأنا لا شيء. أنا مجرد فاصلة نسبية تبحث عما يقع في جل الديب (حقل الذئب)، بينما العالم أجمع يريد أن يعرف ماذا سيحدث لأقوى رجل في العالم. إلا إذا أخذنا «بالتيار القوي» في لبنان. قوته هي ما يقلق. أو ما يحزن. إنه مقتنع بأن كل ما رآه مجرد أفلام في استوديو. أو تصوير خارجي.

قد يهمك ايضا:

لا ضوء ولا فحم ولا حليب

الخبر السار الوحيد من لبنان

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استوديو استوديو



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24