رجل العام
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

رجل العام

رجل العام

 العرب اليوم -

رجل العام

بقلم -سمير عطا الله

أطلقت مجلة «تايم» الأسبوعية عام 1927 باباً بعنوان «رجل العام»، وذلك بأن يختار كتّابها في نهاية كل سنة لغلافها، الرجل الذي يعتقدون أنه الأكثر تميّزاً على المستوى العالمي. قد يكون قائداً سياسياً أو اجتماعياً أو عالماً. أحياناً يكون الرجل موضوع حدث مهمّ وقع ذلك العام، وأحياناً يكون صاحب سيرة طويلة من الإنجازات، برز أهمّها ذلك العام. ويشبه غلاف العام إلى حدّ بعيد، جائزة نوبل التي تُعطى لرجال السلام مثل نيلسون مانديلا. وأعطيت للمهندسين وأهل العمران.
منذ بدأت «تايم» هذا التقليد، اتّبعته صحف ومجلات كثيرة حول العالم، في لغات ومناطق وبلدان وأقاليم عدّة، وصار القرّاء حول العالم ينتظرون حلول العام الجديد ليعرفوا من هو الرجل المكرَّم العام الذي مضى. في نهاية هذا العام، كان الملك سلمان بن عبد العزيز يستضيف في الرياض القمّة الخليجية الأربعين، فاتحاً أبواب مدينته الأثيرة للجميع، معلناً أيضاً فتح أبواب التجنيس لمن يستحقّ، في الوقت الذي يتّجه العالم أجمع نحو إغلاق الأبواب في وجه المهاجرين.
والمدينة التي رعى توسّعها الهائل شارعا شارعاً، مضى في بنائها وكأنه في بداية العمل. وأقام في كل مدينة سعودية ورشة مماثلة. وفي سنواته الخمس ملكاً، كرّر فصول المسيرة أميراً. وأبقى علاقاته مع الناس طيّبة ومتواضعة وحريصة الحرص الذي لا مثيل له على المشاعر والمودّة. وفي علاقات المملكة الخارجية، أعطى الصمود معنى جديداً والانفتاح أبعاداً إضافية. سوّر حدود البلاد من الاعتداءات اليومية السافرة وضمّ إلى روابطها صداقات وشركاء عالميين مثل روسيا والصين. ولم ينسَ لحظة دور الوسيط الذي هو الجزء الأساسي من شخصيّته وطريقة حكمه بين الناس، وأداءه المعروف بين دول الجوار أو الدول الإسلامية.
قبل نحو 20 عاماً، قلت على قناة «أوربت» إن الرجل معلّم بلا دروس. منهجه في العمل أمثولة، ومنهجه في الحياة درس. لم يكن يمرّر خطأ دون محاسبة، صغيراً أم كبيراً، ولم يكن يمرّ يوم دون صفح. وكان عمله في الإمارة منتظماً مثل ساعة سويسرية: هو أوّل من يحضر إلى الدوام وهو آخر من يخرج. وهو من يجب أن يقرأ كلّ شكوى، كل يوم. وفي إمارة الرياض، كنت أرى مشهداً لا مثيل له في أي مكان من العالم: الوكيل الأوّل في الإمارة، ينام في مكتبه لكي يتمكّن من إنجاز كل المعاملات. أو الأمير نفسه يمضي 43 يوماً في مكتبه، لا يذهب إلى بيته، ما دام صدّام حسين يرشق الرياض بصواريخ «سكود».
رجل العام، كل عام، الملك سلمان. الأعوام الطيّبة والأعوام الصعبة. أعوام الصمود وأعوام البناء وأعوام الرخاء وأعوام التقدّم وأعوام الحق جميعاً. مسيرة جميلة جليلة، وخلق كريم. ألف خرزة زرقاء وألف دعوة بطول العمر.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل العام رجل العام



GMT 10:30 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

بايدن أقدر على حل المشكلة الإيرانية

GMT 10:28 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لقائله

GMT 10:23 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

امرأة ترانزيت

GMT 10:19 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

أزمة لبنان أمام خطر إعادة تأهيل محور دمشق ـ طهران

GMT 10:17 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24