العالم بيسارها
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

العالم بيسارها

العالم بيسارها

 العرب اليوم -

العالم بيسارها

سمير عطا الله

كُلّما قررت الخروج من أحداث لبنان، خوفاً من أنني أكثرت به على جنابكم، وقع شيء لا يمكن تجاهله «صحافياً» حتى في الصين. في بداية الثورة وضع الأستاذ نجيب ساويرس تغريدة عن جمال المتظاهرات اللبنانيات تسببت في ثورة عليه. ورأى البعض في الطرفة الذكية إهانة لدور المرأة اللبنانية في عمل هام. ولم يشفع لرجل الأعمال دفاعه عن نفسه بأنه بصفته مصرياً ملزم بالبحث عن النكات في الأزمات.

لكن منذ تغريدة ساويرس وأنا ألاحظ هذا الظهور الهائل للمرأة في إطار الثورة: هي المراسلة الأولى، وهي المتحدثة الأولى باسم الثوار، وهي التي تنظف الشوارع والساحات في الصباح بعد اعتصامات الأمس. وثمة شيء لم أكن أعرفه إلى أن شاهدت البرنامج على «M.T.V» صباح الخميس: أربع سيدات يتحدثن عن حضورهن في الساحات، إلى جانب أبنائهن وبناتهن، يقدمن الطعام، يرفعن الإعلام، وعند الحاجة، يتصدين لرجال الأمن لحظات الاقتحام. وما ذنب نجيب ساويرس وذنبي وذنوب المشاهدين العرب، إذا كانت تلك السيدات، إلى جانب كل ذلك، من ذوات الحسن وأهل الرقة وإن في الجمال لسحراً؟

نزلت المرأة اللبنانية إلى الساحات تقول إنها شريكة في الوطن وقضاياه وأرضه. وإنها أم وابنة مثل جارَيها في الساحة، الأب وابنه. ولم يكن نجيب ساويرس يقصد أي نقد أو سخرية؛ ففي بلده الجميل ثماني وزيرات، ورئيسة أهم جامعة اقتصادية في بريطانيا مصرية، وأيام ميدان التحرير كانت المرأة في الدور الأول.

لا أعرف كم يمضي المسؤولون اللبنانيون من الوقت أمام التلفزيونات. يحسن بهم الإصغاء قليلاً إلى الأمهات لكي يعرفوا في أي بلد يعيشون وأي بلد يحكمون. نحن البلد الذي وزيرة داخليته أم أيضاً. بل كانت ريا الحسن بين الأسماء التي طُرحت أيضاً لرئاسة الحكومة في النهضة الحالية.

\
السلطة وحدها غائبة عن هذه اليقظة العارمة. وحدها لا يعنيها أن تتأمل وجوه المتظاهرين ومدى نضجهم الثقافي والسياسي والوطني. قال لي دكتور في الحقوق: «لقد أشعرنا بالخجل وبالتخلف هؤلاء الشبان. يريدون وطناً معافى يشبههم، لا وطناً متهالكاً يشبهنا».

\
لم تعطِ المرأة الثورة صورة الجمال فقط. أعطتها أيضاً قلب الأم وشجاعتها وعظمة أمومتها. كان نابليون يقول: المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها. ومعه السلطة في لبنان.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم بيسارها العالم بيسارها



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24