سهم كورونا
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

سهم كورونا

سهم كورونا

 العرب اليوم -

سهم كورونا

بقلم -سمير عطا الله

اشتهر بين الأصدقاء بأنه الأكثر حذاقة. أي الأقل تهوراً والأقل مغامرة والأقل تعرضاً لشتى أنواع الإغراءات، بما فيها الإغراء الأول. وإلى ذلك كله، فهو وافر الحظ. إذا ما اقتنى حصاناً، تحوّل من بغل إلى مهر. وإذا دخل في شركة لتوزيع المياه، تحول فصل المطر إلى عشرة فصول. ولذلك حاول الكثيرون أن يقلدوه فيما يختار، كما يقلد الأميركيون وارن بافت الذي بدأ حياته بائع ملابس داخلية وأصبح أحد كبار أغنياء العالم.
امتاز صديقنا أيضاً بحدبه على الرفاق. فإذا أدرك أهمية سهم أو شركة أو ينبوع ماء، أخبر بذلك المصطفين من الأصحاب وخصوصاً أرقاء الحال منهم. إلا أنه، في الآونة الأخيرة، بدأ في إبلاغ من يعنيهم الأمر، بأنه شارف على التقاعد وقرر الخروج من كل ما فيه شبهة المراهنة. وفي سبيل هذه الغاية، اختار سهماً واحداً يستبقيه لنفسه وللأعزاء. وراح يدرس هذا السهم درساً مضنياً. فوجد أن أداءه في السنوات الخمس الأخيرة كان ممتازاً وبلا خطأ. كل عام، كان ينتهي بأربعة إلى خمسة دولارات ربحاً على الأقل. وقرأ الأبحاث والتقييمات المتعلقة به، وخصوصاً توصيات وارن بافت الذي اشترى لنفسه كمية ضخمة من السهم. ودرس احتمالات الربح والخسارة فوجدها شبه معدومة. وإذا ما وقعت خسارة ما، فسوف تكون صغيرة الحجم وقابلة للتصحيح في فترة زمنية بسيطة. وضع ملخصاً واضحاً للنتائج التي توصل إليها ووزعها على أهل الفرقة. ونسي أن يشملني بالنصيحة الكريمة، ليس لسبب شخصي، بل لأنني لا أستخدم «الواتساب»، وهي الوسيلة الوحيدة الآن بين الناس. وقد اكتشفت مدى أهميتها ومدى تخلفي، خلال الزيارة الأخيرة للرياض، عندما وجدت أنني غير قادر على التعامل مع السائق، لأنني ما زلت أستخدم هاتفاً من العصر الحجري.
التقيت قبل أيام، الصديق الحاذق ونحن ننتظر دورنا في البنك للحصول على حفنة من الدولارات. وبادرني بالقول: «ما هذا الحظ الذي يفلق الصخر»؟ سألته عن أي حظ يتحدث؟ قال: «عن حظ الذين لا يجيدون استخدام (الواتساب)». وشرح لي أنه عندما انكب على دراسة ذلك السهم، كما لم يفعل مرة في حياته، لم يبقِ احتمالاً إلا ووضعه أمامه. واستعان بكل ما عرفه من علم الجبر وحسابات الخوارزمي الذي فضل الأحرف على الأرقام. وعاد بالدراسة إلى زمن الركود الذي ضرب الولايات المتحدة في العشرينات وإلى أزمة عام 2008 وإلى كل أزمة تخطر في بال أي حاذق.
شيء واحد لم يخطر للصديق العزيز. ولا طبعاً خطر لأحد سواه مهما كانت شطارته. فعندما ضرب كورونا العالم، مسح بيده الصفراء جميع الأرقام والمعادلات الجبرية. ومنها تقاعُد الصديق الذي اضطر الآن إلى العودة إلى العمل.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سهم كورونا سهم كورونا



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24