القوات الحكومية اليمنية

بالتزامن مع تقدُّم القوات الحكومية اليمنية داخل أحياء الحديدة، واقترابها من السيطرة على مينائها الاستراتيجي الواقع تحت سلطة  مسلحي "الحوثي"، تطالب الامم المتحدة، والولايات المتحدة ، وبريطانيا، بضرورة وقف الاقتتال في محافظة الحديدة، غربي اليمن، والعودة إلى طاولة المفاوضات. 

وتمكنت القوات الحكومية خلال الساعات القليلة الماضية، من السيطرة على العديد من الاحياء السكنية، في مدينة الحديدة، والتقدم نحو الميناء، وسط معارك عنيفة مع مسلحي جماعة الحوثيين.   وقالت مصادر ميدانية، ان " 110 مسلحين حوثيين قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، خلال مواجهات مع القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي. 

واكدت المصادر اقتراب القوات الحكومية، من "شارع التسعين" في مدينة الحُديدة، الذي من خلاله تستطيع الوصول إلى نقطة الشام الاستراتيجية والتي بالسيطرة عليها يكون الجيش قد استكمل حصار الميليشيا من كل الاتجاهات، فتكون غير قادرة على الخروج من المدينة في الوقت الذي تقترب فيه من السيطرة على الميناء الذي يقع بالقرب منه.

وأظهرت كاميرا المركز الإعلامي لألوية العمالقة التابعة للقوات الحكومية، الصور الأولى لميناء الحديدة الاستراتيجي الذي تسيطر عليه المليشيات الحوثية . وبيّنت اللقطات اقتراب "ألوية العمالقة" من ميناء الحديدة والتي تواصل تقدمها في احياء مدينة الحديدة لتطهيرها من مليشيات الحوثي.  ويعد ميناء الحديدة المنفذ الرئيسي الذي كانت تتلقى منه المليشيات الدعم الإيراني وعبره يتم تهريب الأسلحة للمليشيات الحوثية .

وأكّدت المصادر أن القوات الحكومية، وصلت إلى أطراف شارع صنعاء في مدينة الحديدة، وأحرزت تقدّمًا كبيرًا من الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية للمدينة. وكانت قوات الجيش قد نجحت في مداهمة عدد من المباني السكنية بالقرب من "حي 7 يوليو"، حيث كانت تتمركز فيها قناصات مليشيات الحوثي الانقلابية وتمكنت من السيطرة عليها.


واتهمت الحكومة اليمنية، مسلحي الحوثيين، باستخدام المدنيين دروعا بشرية في مدينة الحديدة، وقالت وزارة حقوق الإنسان، إن "قيام الحوثيين بالتمركز على أسطح منازل المواطنين، واستخدامهم المستشفيات والمدارس ودور العبادة مراكز وثكنات لأعمالهم العسكرية، يعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع".

 وأدانت الوزارة، ما وصفته بممارسات وجرائم "مليشيا الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران"، بحق المدنيين في مدينة الحديدة، واستخدامها للأهالي دروعا بشرية.

 وأكد البيان أن الوزارة تقوم بمتابعة وتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها "مليشيا الحوثي" وقيامها بزج الأطفال بالقوة إلى جبهات القتال واستخدامهم وقودا لحربها.

وقال المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي،  الاثنين، إن تحرير ميناء ومدينة الحديدة، حق أصيل للقوات الحكومية اليمنية والتحالف من أجل منع التهديدات التي تطال البحر الأحمر. وأوضح في مؤتمر صحفي بأن التحالف استهدف رادارًا ساحليًا للمسلحين الحوثيين في جزيرة البوادي بالبحر الأحمر، ونفقاً لتخزين الصواريخ البالستية في صنعاء، دون تفاصيل.

وتسعى الولايات المتحدة، الاميركية، والمملكة المتحدة، الى وقف تقدم القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي، في محافظة الحديدة.  ويزور وزير الخارجية البريطاني جرمي هانت الرياض، لحث السعوديين على إنهاء الحرب في اليمن، وهو التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ووفق وسائل إعلام بريطانية فإن هانت سيسافر إلى الإمارات في محاولة لتعزيز الدعم لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.

وقال هانت: إن "التكلفة الإنسانية للحرب في اليمن لا تحصى، فمع ملايين المشردين والمجاعة والأمراض وسنوات من إراقة الدماء، فإن الحل الوحيد هو الآن قرار سياسي بتجنيب السلاح ومتابعة السلام".

من جانبه جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اتصال مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، دعوة بلاده إلى وقف القتال في اليمن، وفقاً لبيان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية. وقال البيان، إن الطرفين تناولا المسألة اليمنية خلال محادثتهما. وكرر الوزير دعوة الولايات المتحدة إلى وقف الأعمال العدائية في اليمن، وعودة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للصراع تحت رعاية المبعوث الأممي.

من جهته ، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين،  إن هناك "توافقا من جانب الولايات المتحدة، وروسيا، وأوروبا، والعديد من دول المنطقة على أنه حان الوقت أخيراً لإنهاء لنزاع". وأكد غوتيريش  أن هناك "إطاراً للحلّ الذي قّدم إلى الأطراف المختلفة. ردّ الفعل الأول إيجابي نسبياً لكن برأيي الأمور مجمدة بسبب الوضع في الحديدة". 

وحذّر غوتيريش من احتمال تدمير ميناء الحديدة في اليمن حيث تدور معارك دامية، مكررا دعوته لوقف إطلاق النار وقال إنه "إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد"، مذكراً بأن اليمن يعيش في الأصل وضعاً إنسانياً كارثياً. 

وقال: "يجب وقف القتال، وفي الوقت الحالي يبدو التحالف مصمماً على السيطرة على الحديدة وبرأيي هذا الأمر لا يزال يعرقل بدء حل سياسي فعليا، ويجب وقف المعارك، يجب بدء النقاش السياسي، ويجب أن نحضّر استجابة إنسانية ضخمة لتجنّب الأسوأ العام المقبل". 

وفي سياق متصل، دعا الاتحاد الأوروبي، إلى وقف القتال في اليمن، مشيرا إلى أن الهجوم العسكري الجاري في مدينة الحديدة ومينائها فاقم معاناة المدنيين. وقال الاتحاد الاوروبي إن "الوصول إلى الحديدة سيدفع المزيد من اليمنيين إلى حافة المجاعة" وفقا لخبر عاجل بثته "الجزيرة". وأشار إلى أن المجاعة تهدد 14 مليون شخص من بين 22 مليون بحاجة إلى المساعدات.كما دعا الاتحاد الأوروبي أطراف النزاع في اليمن إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.