دولة جنوب السودان تحتفل بإعلان اتفاقية سلام جديدة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الشعب يعبِّر عن فرحته والمراقبون يشككون بصموده

دولة جنوب السودان تحتفل بإعلان اتفاقية سلام جديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دولة جنوب السودان تحتفل بإعلان اتفاقية سلام جديدة

سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

احتفلت دولة جنوب السودان باتفاق سلام جديد، الأربعاء الماضي، حيث تحققت الآمال بانهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص بعد تشكيك واسع النطاق بأن "الاتفاق الهش لن يصمد، ولن يوقف العنف المستمر". وهذا الاتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013، ويلزم القوات الموالية للرئيس سلفا كير، وجماعات المتمردين التي تقاتلهم بتقاسم السلطة.

وفي كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم في عاصمة جنوب السودان "جوبا"، قدم سلفاكير، اعتذارا غير مسبوق عن صراع "كان بمثابة خيانة كاملة للشعب في نضاله التحرير".

وقال كير: "كرئيسكم، أود أن أعتذر نيابة عن جميع الأطراف لما تسببنا به لكم ولشعبنا.. أشعر بالأسف العميق وللألم الجسدي والنفسي الذي عانيتم منه.. اليوم يمثل نهاية الحرب في جمهورية جنوب السودان".

وكان رياك مشار، زعيم المتمردين في البلاد، عاد إلى جوبا للمرة الأولى منذ عام 2016 للمشاركة في الاحتفال الذي ضم شخصيات عامة ومشاهير وممغنين وسط رفع الأعلام ورقع الطبول فرحا بالسلام. وقال مشار لدى وصوله إلى مطار جوبا برفقة زوجته وحاشيته الصغيرة وبدون أي من قواته: "جئنا من أجل السلام ولإنهاء معاناة الناس".

وقال ألان بوسويل، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية: "إن هذا النموذج نفسه فشل بشكل مذهل من قبل، دون أن تتم معالجة أسباب هذا الفشل"، فيما أشار بيتر مارتل، وهو صحفي ومؤلف كتاب صدر مؤخرا عن جنوب السودان، إلى أن كل الأسباب كانت تتوقع انهيار الاتفاق مثل الاتفاقات السابقة"، لكن تلك البلاد كانت مفاجئة.

وقد فر مشار، الذي كان من المقرر أن يعاد تنصيبه كنائب للرئيس، قبل عامين على متن طائرة هليكوبتر مقاتلة عندما انهارت اتفاقية سلام سابقة وسط اتهامات بمحاولة انقلاب. وقتل المئات في المعارك بين القوات الموالية للخصمين، كما لقي عشرات الآلاف مصرعهم في الهجمات التي أعقبت ذلك. وكانت نسبة كبيرة من الضحايا من المدنيين.

وقال جمعة خميس (27 عاما) ـــ الذي كان في الحشد يشاهد الاحتفال بالقرب من ضريح البطل القومي جون قرنق وهو نفس المكان الذي احتفلت فيه البلاد باستقلالها عن السودان في عام 2011: "نحن نصلي حقا بأن تتم اتفاقية السلام هذه المرة".

أما روز صنداي (20 عاما) والتي كانت تبيع الشاي خلال الاحتفالية، قد دعت الزعماء للالتزام بالسلام قائلة: "دعوا قادتنا يرون معاناتنا.. لقد عانينا الكثير كمواطنين، ولكن مع توقيع السلام، سنتمكن من استعادة كل الأشياء التي فقدناها".

ولم يتضح على الفور ما إذا كان مشار، البالغ من العمر 65 عاما، سيبقى في جوبا حيث أعرب مساعدوه عن مخاوفهم بشأن سلامته في المدينة. وقال لام بول غابرييل، المتحدث باسم جماعة مشار: "نحن قلقون على أمنه في جوبا، لكن الحقيقة هنا: نحن جئنا من أجل السلام، وما نحاول القيام به هو بناء الثقة. ولهذا السبب، هو قادر على ترك قواته وراءه واختيار العمل السياسي ".

وأشار كير إلى أنه أصدر أمرا بالإفراج عن مستشار مشار المسجون والمتحدث باسم جماعة المتمردين كجزء من الصفقة.

ووقع اتفاق السلام في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في سبتمبر/ ايلول. ومع ذلك، فعلى الرغم من حصوله على دعم إقليمي، إلا أن قليلاً من القوى الدولية الكبرى أيدته. وستتطلب أي صفقة قابلة للتنفيذ تمويلا خارجيا كبيرا للمراقبة والاستثمار، بحيث يمكن منح الدول الكبرى حوافز لإلقاء السلاح.

وحصل جنوب السودان على استقلاله بدعم كبير من كبار المسؤولين والمشاهير مثل جورج كلوني. وأبدت إدارة ترامب اهتماما قليلا بمحنة هذه البلاد. وقد أدى القتال والأعمال الوحشية إلى تفاقم الانقسامات العرقية وتسبب في واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية في العالم.

ويقول الخبراء إن الصراع قد تحول الآن إلى حالة من الفوضى، حيث تقاتل الفصائل المختلفة والميليشيات وجماعات الدفاع عن النفس للحصول على حصة من ما تبقى من موارد جنوب السودان.

وقالت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن القتال مستمر في غرب بحر الغزال والمناطق الاستوائية المركزية. وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت في وقت سابق قوات الحكومة والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب "جرائم حرب" محتملة.

ووفقًا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 232 مدنيًا وتم اغتصاب 120 امرأة وفتاة خلال هجوم ما بين 16 أبريل/نيسان و 24 مايو/أيار في ولاية الوحدة في البلاد، حيث تم تحديد ثلاثة من القادة على أنهم يتحملون "أكبر قدر من المسؤولية" في أعمال العنف. وكان من بين الضحايا طفلة تبلغ من العمر ست سنوات، قال المحققون، إنها تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل الجنود، وكبار السن من القرويين والمعوقين الذين أحرقوا أحياء في أكواخهم.

وقد شُرد ثلث السكان، واضطر مليونان ونصف المليون شخص إلى الرحيل كلاجئين، فيما عانى أولئك الباقون من نوبات متكررة من المجاعات القاتلة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة جنوب السودان تحتفل بإعلان اتفاقية سلام جديدة دولة جنوب السودان تحتفل بإعلان اتفاقية سلام جديدة



GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:27 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 16:55 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 13:43 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إبقَ حذراً وانتبه فقد ترهق أعصابك أو تعيش بلبلة

GMT 10:25 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 17:23 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اختفاء جزيرة يابانية قرب الحدود الروسية

GMT 14:24 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكو حرام تقتل 15 إثر هجوم على قرويين في نيجيريا

GMT 11:11 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

لاغارد تعلن إجراءات مشددة للتصدي إلى الفساد

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:22 2020 الثلاثاء ,24 آذار/ مارس

أبرز ديكورات غرف المعيشة لموسم صيف 2020

GMT 14:59 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أكسسوارات لإعطاء المنزل طابع يشبهك

GMT 12:01 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 16:38 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

السيدات يسيطرن على الاستخبارات المركزية الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24