مقاتل ومعارض سابق يؤسس جمعية قلوب مبصرة لدعم المكفوفين
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

مقاتل ومعارض سابق يؤسس جمعية قلوب مبصرة لدعم المكفوفين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقاتل ومعارض سابق يؤسس جمعية قلوب مبصرة لدعم المكفوفين

مقاتل و معارض سابق أحمد طلحة
دمشق - سورية 24

داخل قاعة متواضعة، يواكب أحمد طلحة (وهو مقاتل سابق في فصيل معارض فقد بصره خلال المعارك في شمال سوريا) كيف يتدرب زملاؤه على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مستندين إلى إرشادات صوتية تنبثق من هواتفهم الخلوية، بعد تعريبه برنامجاً خاصاً بالمكفوفين، وذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

ولم تدفع الإصابة هذا الشاب إلى الاستسلام؛ بل شكلت حافزاً له لتطوير قدراته ومساعدة من يعانون من الحالة ذاتها، من خلال مشاركته في تأسيس جمعية «قلوب مبصرة» التي تُعنى بتدريب المكفوفين وتنمية مهاراتهم.

ويقول أحمد (24 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال: «كل كفيف يتمنى أن يكون لديه أفضل جهاز وأفضل كومبيوتر وأفضل أدوات». ويضيف: «لو اهتممنا بالكفيف ربع ما اهتممنا بالمبصر لأبدع، لا يوجد إنسان معاق، ولكن يوجد مجتمع يُعيق».

بمساعدة عدد من أصدقائه، تمكن أحمد من ترجمة برنامج ناطق مخصص لأجهزة «أندرويد» إلى اللغة العربية، وتحميله على هواتف المكفوفين الذين يرتادون الجمعية. ويمكنهم هذا البرنامج من استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تحويل كل ما يظهر على الشاشة إلى صوت.

في إحدى قاعات الجمعية، يجلس 13 شاباً بينهم فتى، بعضهم على مقاعد بلاستيكية وآخرون على مقاعد دراسية، ويستمعون بعناية إلى إرشادات مدرب تقني يطلب منهم فتح تطبيق «واتساب» لاستخدامه وبعث رسائل صوتية.

ويتابع أحمد معهم كيفية تفاعلهم مع التطبيق الصوتي الذي وجد نسخته الإنجليزية على الإنترنت، مستفيداً من معرفته بهذا المجال، بعدما كان طالباً في اختصاص الهندسة المعلوماتية، قبل أن يندلع النزاع في سوريا عام 2011.

في العام اللاحق، انضم هذا الشاب إلى صفوف فصيل معارض خاض اشتباكات طويلة ضد قوات النظام في مدينة حلب. وبعد عامين، تسببت طلقة كلاشنيكوف دخلت رأسه خلال المعارك في فقدان بصره.

يقول أحمد الذي يرخي ذقناً خفيفة بينما يقف قرب نافذة إحدى غرف منزله: «لم أستسلم وتابعت حياتي»، مشيراً إلى أنه عاد ليكمل دراسته.

بعد خمسة أشهر من إصابته، تزوج أحمد لأول مرة من ابنة عمه التي تعمل وتساهم في إعالة العائلة، وأعاد الكَرَّة بعد عامين، وهو حالياً بصدد الارتباط بفتاة كفيفة.

ويأنس أحمد بالضوء الخفيف الذي يتمكن من رؤيته بعينه اليمنى. ويوضح: «أتسلى بالضوء حتى أشعر بالدفء داخلي. يساعدني ذلك كثيراً ويعطيني أملاً ويحركني أكثر». ويضيف: «أشعر بظلام مع القليل من الرومانسية، كأن (هناك) شمعة مضاءة في غرفة كبيرة».

في منزله، يهتم أحمد بعائلته. يساعد طفلته عائشة البالغة من العمر عاماً واحداً على مشي خطواتها الأولى، قبل أن يلاعب طفله حسن، ويطلب منه أن يفتح تطبيق «يوتيوب» على الهاتف الخلوي. ولا يتردد في مرافقة زوجته الأولى سامية إلى السوق لشراء حاجياتهم، قبل أن يخرج مع عدد من أصدقائه.

وتقول سامية التي ترتدي معطفاً بنياً، وتغطي وجهها بنقاب تظهر منه عيناها المزينتان بكحل أسود: «يساعد بعضنا بعضاً في كل شيء. الحمد لله نعيش حياة وكأننا لا ينقصنا شيء». وتضيف الشابة التي تزوجت أحمد بعد إصابته: «لا شيء يعيقه. صحيح أنه فقد بصره؛ لكن الحمد لله لديه بصيرة».

تعمل جمعية «قلوب مبصرة» منذ أشهر بفضل ثمانية متطوعين غير متفرغين بشكل كامل، وتمويل بسيط من مؤسسيها، وآخر من جهات محددة. وتتخذ لنفسها شعاراً عبارة عن يدين مفتوحتين داخل قلب، وبينهما عين، مع تعليق: «كن عيوني».

ويقول أحمد: «جمعية (قلوب مبصرة) هي بيت للمكفوفين. فيها نجتمع ونتحرك، ونخرج من عزلتنا»، مضيفاً: «تمكنت من تغيير نظرة مجتمعي وأسرتي (...) على الكفيف واجبات اجتماعية، وقد أنشأنا الجمعية لنندمج في المجتمع ونؤدي واجبنا».

ويومياً يصل المكفوفون تباعاً إلى الجمعية سيراً على الأقدام، أو على متن حافلة.

يستفيد حتى الآن 15 كفيفاً فقط من عمل الجمعية، من دعم نفسي وتدريب على الحاسوب ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أنشطة أخرى، مثل مباريات الشطرنج وكرة القدم وكرة الجرس، وهي عبارة عن كرة اليد وقد وضع جرس داخل الكرة.

تواجه الجمعية صعوبات عدة في عملها، منها عدم توفر الدعم الكافي، ووسائل النقل للمكفوفين للمجيء من بلدات أخرى، والنقص في الأجهزة الإلكترونية.

ويقول مدير المكتب التنفيذي للجمعية، أحمد خليل، إن الهدف هو «إخراج الكفيف من عزلته (...) لينطلق نحو المجتمع بقدراته المتطورة».
 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتل ومعارض سابق يؤسس جمعية قلوب مبصرة لدعم المكفوفين مقاتل ومعارض سابق يؤسس جمعية قلوب مبصرة لدعم المكفوفين



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 14:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تطرق أبواب الحكومات أو المؤسسات الكبيرة وتحصل على موافقة ما

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ابرز الاحداث اليومية عن شهر كانون الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 18:27 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد قتلى حرائق ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى 23 شخصًا

GMT 13:49 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ليستر سيتي يرتدي قمصانا خاصة حزنًا على رحيل مالك النادي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24