صحيفة أميركية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل طبيب سوداني برصاصة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الحكومة تدّعي بأن فتاة مجهولة سحبت المسدس من محفظتها وأطلقت النار عليه

صحيفة أميركية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل طبيب سوداني برصاصة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صحيفة أميركية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل طبيب سوداني برصاصة

المظاهرات الاحتجاجية في العاصمة السودانية
الخرطوم ـ جمال إمام

لاتزال المظاهرات الاحتجاجية تجتاح العاصمة السودانية الخرطوم منذ أيام مطالبة بالتغيير وبإسقاط الحكم. وسط ذلك، كشفت صحيفة أميركية تفاصيل إضافية عن مقتل طبيب سوداني شاب قبل أيام برصاصة مباشرة خلال هذه المظاهرات. وقالت الصحيفة: "ظهر طبيب شاب في شارع مهجور في الخرطوم، وكانت يده مرفوعة عاليا". وقال شاهد عيان، إن الطبيب بابكر سلامة، اقترب من مجموعة من مسؤولي الأمن تجمعوا حول شاحنة الأسبوع الماضي، قائلا إن "أحد المتظاهرين أصيب وينزف بشدة، هل يسمح لنا الضباط بإخلائه".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن رصاصة أطلقت عليه وسقط بابكر، (27 عاما)، على الأرض وأصيب بجروح بالغة، وبعد ساعة كان قد توفي". وجاءت وفاة الدكتور بابكر، وهو شاب مثالي من عائلة ثرية، شرارة للتصعيد في موجة قوية من الاحتجاجات التي دمرت السودان خلال الأسابيع الخمسة الماضية، مما يشكل أكبر تهديد حتى الآن على رئيس البلاد عمر البشير الذي يحكمها منذ 30 عاما.

وكان الدكتور بابكر، رمزا محتملا للثورة، وقالت شقيقته:"نحن لسنا أناساً فقراء ولم يكن لنا أي علاقة بالسياسة." ولكن أصبح بابكر صرخة لحشد المتظاهرين. وخاطب الطبيب الذي حاول إنقاذ حياته، حشدا باللغتين العربية والإنجليزية، وعلى كتفيه العلم السوداني، قائلا:"هذه رسالة إلى العالم، الناس الذين قتلوا في السودان لم يفعلوا شيئا خطأ، كانوا يخرجون بسلام ليقولوا لا لهذا النظام القاسي."

وفي خطبة ألقاها يوم الأحد، تحدث الرئيس عمر البشير عن وفاة بابكر، وألقى باللوم على عملاء متسللين في قتله، وأدعى متحدث باسم الحكومة في وقت لاحق أن الدكتور بابكر أصيب برصاصة فتاة مجهولة سحبت المسدس من محفظتها، وفي إشارة واضحة إلى المرأة قال:" الشيوعيون ليس لديهم دين ولا أخلاق."

وأظهرت أشعة سينية مأخوذة من تشريح جثة الدكتور بابكر، التي قدتمها أحد أفراد الأسرة، العديد من الحبيبات في الجزء العلوي من جسمه، مما يشير إلى أنه أصيب برصاصة من بندقية.

وبدأت المظاهرات في 19 ديسمبر/ كانون الأول، ضد ارتفاع أسعار الخبز في مدينة "عطبرة"، وتحولت إلى حركة على مستوى البلاد مدفوعة بالاحتجاجات اليومية التي تطالب بالإطاحة بالرئيس البشير. ويأمل المحتجون في إنجاح ما فشلت فيه الجهود الدولية، حيث إن البشير "حاكم استبدادي"، تعرض لهجمات صاروخية أميركية، وإدانات بجرائم حرب، وفرض العقوبات الاقتصادية ، وصولاً الى انفصال الجنوب عام 2011 الذي أدى إلى إقامة دولة جنوب السودان.

أقرا أيضًا: 

 الاتحاد الأوروبي دعم الأردن بـ2.2 مليار دولار منذ 2011

ويصرخ المحتجون في شوارع السودان يوميا بشعار "فقط ارحل.. هذا كل المطلوب"، وسط محاولتهم الوصول إلى مبنى الجمعية الوطنية على ضفاف النيل، ولكن قوات الأمن تواجههم بالغاز المسيل للدموع، وتطلق عليهم الذخيرة الحية.

واجتذبت موجة جديدة من الاحتجاجات يوم الخميس، الآلاف من الأشخاص في الخرطوم، وبورتسودان والعديد من المدن الأخرى، وهي المظاهرات الأكثر انتشارا حتى الآن.

وقال نشطاء إن اثنين من المتظاهرين قُتلا، أحدهما أطلق عليهما الرصاص في صدره. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، لقي ما لا يقل عن 40 شخصا حتفهم، واعتُقل المئات.

وقامت قوات الأمن التابعة للبشير بسحق حركة احتجاجية سابقة في سبتمبر / أيلول 2013 بالقوة ، مما أسفر عن مقتل 170 شخصا في أقل من أسبوع، وفقا لجماعات حقوقية، لكن الخبراء يقولون هذه المرة، إن الاحتجاجات تبدو مختلفة.

ويقود الثورة التي انتشرت من الخرطوم إلى 35 مدينة في 15 محافظة سودانية من أصل 18 محافظة، الشباب الساخطون من الفئات التي كانت تتسامح طويلا مع حكم  البشير "ذي القبضة الحديدية".

وفي حديث عبر الهاتف، قال 12 متظاهرا مرهقين من التدهور الاقتصادي والعزلة الدولية، إنهم يأملون في أن رد فعل الحكومة الغاضب والقلق يشير إلى أن حكم البشير يتجه نحو نهياته.

وقالت شيراز إبراهيم، 30 عاما، وهي مستشار سابق في الأمم المتحدة انضمت إلى الاحتجاجات: "إن النظام خائف. هذا الأمر لا يتعلق بالبشير فقط  بل نريد من النظام بأكمله أن يتنحى ويسمح لجيل جديد بالحكم." وأثناء حديثها، اندلع صوت صاخب في الخلفية، وقالت: "هذا احتجاج آخر، خارج منزلي مباشرة."

وفي هذا السياق، قال زاك فيرتين، مسؤول سابق في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عمل في السودان، ونشر كتابا عن جنوب السودان مؤخرا:" التاريخ يخبرنا مجددا ومجددا، بأن نفكر بجدية في ما سيحدث بعد ذلك وكيف".

ونجا البشير من العديد من الأزمات من قبل، حيث تعرض لهجوم صاروخي أميركي في عام 1998، والذي دمر مصنعا في الخرطوم، وكذلك الإعلان عن فرض عقوبات اقتصادية خانقة، وفي عام 2010، اتهمت محكمة العدل الدولية البشير بارتكاب إبادة جماعية بسبب سلوكه في "حرب دار فور"، كما حرم انفصال جنوب السودان في عام 2011 حكومته من عائدات النفط الحيوية.

من جانبه، قال أليكس دي وال، الخبير في الشؤون السودانية من "جامعة تافتس": لقد "تم تقويضه في كثير من الأحيان، وهو الأمر الذي تسبب في طول عمر البشير السياسي ووصوله وتوغله في نظام الأمن."

ولكن الانهيار الاقتصادي المتسارع في العام الماضي قاد إلى احتجاجات غاضبة ضد البشير، حتى أن السودانيين الأثرياء عانوا من نقص في الوقود، وزيادة في الأسعار وأزمة في العملة. وظهر الأطباء الصغار على أنهم صوت الاحتجاجات، هم يعملون في مستشفيات يموت فيها المرضى بسبب الحاجة إلى أدوية قيمتها بضعة دولارات.

وتأتي هذه الأزمة بمجرد بدأ البشير شق طريقه إلى الساحة الدولية، حيث بدأ يتحالف مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب البشر، وإرسال جنود سودانيين للقتال في اليمن في ظل التحالف الذي تقوده السعودية.

ورفعت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية عنه في عام 2017، مستشهدة بالتحسينات في سجل السودان، ولكنها واصلت إدراج الدولة كونها "دولة راعية للتطرف".

وقال السيد وال، إن البشير أعطى العديد من التلميحات في السنوات الأخيرة إلى أنه يرغب في التنحي، ولكن لائحة اتهام المحكمة الجنائية الدولية تترك له عددا قليلا من الأماكن ليذهب إليها، موضحا:"ليس لديه مخرج، لذا لن يتنحى بهدوء، يخشى من أن يسلمه خليفته إلى المحكمة."

وفي الوقت الحالي، يبدو أن الرجل القوي السوداني يحسب أنه يستطيع اجتياز العاصفة بالقمع والتمويل من الحلفاء الإقليميين.

وفي 17 يناير / كانون الثاني، أطلق ضباط شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على المستشفى، واعتدوا على الأطباء وجروا متظاهرين مصابين بجروح من الأسرة، وفقا لجماعات حقوقية، وتقول النساء اللواتي احتجزتهن قوات الأمن إن شعرهن قُطع وألقي في الشارع.

وفي أول رحلة خارجية له منذ بدء الاحتجاجات، كان السيد البشير في قطر يوم الأربعاء للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في ما كان ينظر إلى الرحلة على نطاق واسع على أنها مهمة تهدف إلى طلب المساعدة لتعزيز الاقتصاد السوداني المتدهور.

وتعد أحد مخاوف البشير هو إنهيار قواته الأمنية التي تتعرض لضغوط كبيرة، حيث لقي ضابط أمن مصرعه، وأصيب عدد آخر بجروح يوم الأربعاء، خلال اشتباك وقع بين عناصر من جهاز المخابرات والأمن الوطني وقوات الجيش في بورتسودان، حسبما افاد جهاز أمني في بيان.

ولكن يأتي التهديد الأعظم من الشباب السودانيين غير الصبورين والذين لم يعرفوا سوى حكم البشير، ويريدون التخلص منه، وعيش حياة أفضل في المستقبل.

قد يهمك ايضَا:

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

الرئيس السوداني عمر البشير يقترب من فترة رئاسية جديدة

 

 
syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحيفة أميركية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل طبيب سوداني برصاصة صحيفة أميركية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل طبيب سوداني برصاصة



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 04:37 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 04:17 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 10:53 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 14:37 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 11:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حاول أن ترضي مديرك أو المسؤول عنك

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 15:23 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:04 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

روغوزين يعلن موعد انطلاق الرحلات إلى الفضاء

GMT 00:15 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

انفصال أحمد فهمي عن زوجته منّة حسين فهمي

GMT 18:56 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر النحاس يتجه لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية في 19 شهراً

GMT 19:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هل يمكن شحن الهاتف باستخدام الموجات الراديوية فقط؟

GMT 10:59 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

طرق ارتداء اتيشرت أبيض وبنطلون جينز على طريقة المشاهير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24