تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية وعائلات مشردة ومتسولون منتشرون في الشوارع

تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب

المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب اليمني
واشنطن ـ يوسف مكي

كشف مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ديكلان والش، عن تجربته الصحفية في اليمن البلد العربي الأكثر فقراً في المنطقة، حيث عاين المآسي التي يعيشها الشعب اليمني بسبب الحرب. وقال في تقرير أعده للصحيفه: "أحضر النادل في إحدى مطاعم العاصمة اليمنية صنعاء، الصحون الممتلئة باللحم الضأن المطهو ببطء مع أكوام الأرز، مع قطعة من الحلوى "الكنافة"، وهي الطبق الكلاسيكي العربي المليء بالجبن."

تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب

وأضاف:"بعد ساعة عدت إلى العمل، في جناح المستشفى الذي كان مليئا بالأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وعظام وجوههم كانت واضحة، فهم بين الحياة والموت، بسبب الحاجة إلى المال، ووجبة طعام جيدة." وأوضح أنه "إذا صدمك ما وصفته، و شعرت بشعور مقيت، فقد أنتابني أيضا مثل هذا الشعور، فغالبا ما تكون مناطق الأزمات متناقضة بشكل صارخ، ولكن في اليمن، الوضع مختلف، فالمشكلة ليست نقص الغذاء، ولكنها أن عدداً قليلاً جدا من الشعب يمكنه شراء ما يحتاج من الطعام والغذاء."

وقال والش:"ضربت سنوات الحرب والحصار وأرتفاع التضخم، الاقتصاد اليمني، مما يعني أنه حتى لا توجد شبكة أمان، ونتيجة لذلك، يجتمع المتسولون خارج المتاجر بحثاً عن لقمة عيشهم في مدن يأكل فيها الجياع أوراق الأشجار المغلية، كما أن المطاعم التي تبيع الطعام الُمغذي تقع على بعد بضع مئات الأمتار من المناطق التي تعاني من الجوع واليأس والألم والموت."

تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب

ولفت:"وبالنسبة لأي مراسل في اليمن، يشكل ذلك معضلة، حيث يسافر الصحافيون الى هناك ومعهم العملة الصعبة والتي غالبا ما تكون دولارات أميركية؛ لدفع ثمن الإقامة في الفندق، والتنقلات، وخدمات الترجمة. ويمكن لجزء صغير من هذا المال أن ينقذ أسرة من الجوع."

وقال والش: "طرح بعض القراء بعد نشرنا مقالة عن مجاعة اليمن التي تلوح في الأفق، هذه الأسئلة علينا، هل عليك التوقف؟ هل أضع دفتر ملاحظاتي جانبا، وأعرض المساعدة؟ وقد ولمست الصور التي نشرناها قلوب العديد، والتي ألتقطها، المصور تايبر  هيكس، لأمل حسين، وهي طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، والتي كانت مثالا على التكلفة التي يدفعها البشر في الحرب المروعة، والتي توفيت بعد بضعة أيام، بسبب سوء التغذية."

تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب

وأوضح:"حوَّل بعض القراء تركيزهم علينا، وتساءلوا لماذا لم نفعل شيئا لإنقاذ أمل، أرادوا أن يعرفوا، هل ألتقطنا الصور، وأجرينا المقابلة وغادرنا؟ لم نستطع التأكد بطريقة ما أن عائلتها ستحصل على المساعدة؟ حيث قالت إحدى النساء على "تويتر"، يمكنك ألتقاط الصورة وتقديم المساعدة."

وأضاف والش: "زاد طرح الأسئلة علينا، ولكن المراسلين مدربين على تغطية المشهد تماماً، أما عمال الإغاثة والأطباء فمهتهم مساعدة الناس. فالتبرع بالمال، أو أي شكل آخر من أشكال المساعدة، يمكن أن يكون محفوفا بالمضاعفات الأخلاقية والمعنوية والعملية، فهل من العدل مساعدة شخص واحد أو أسرة واحدة؟ ماذا لو رووا قصتهم للأجنبي القادم، ظنا منهم بأنهم يستطيعون الحصول على المزيد من المال؟"

وتابع والش قائلا:"بالإضافة إلى ما سبق، كان لدينا مهمة للقيام بها، ولكننا كنا نعمل مع الأطباء في بعض الأحيان، أنتهى بنا الأمر بالتصرف مثلهم، حيث فحص الأطراف، والجلد الرخو، وتدوين معلومات الوزن والعمر في القوائم، والاستماع إلى العائلات التي تروي مآسيها." وأضاف:"وبينما يموت البعض في اليمن، يتمكن آخرون من العيش، وبعودتنا إلى فندقنا في منطقة حجة، وهي بلدة تحيط بها التلال الصخرية في مقاطعة دمرتها الضربات الجوية السعودية، وحين كنت مستلقياً على السرير، سمعت إنفجاراً ضخماً، لم تكن قنبلة، ولكنه كان ناجماً عن ألعاب نارية، في حفل زفاف."

ولفت والش الى أن " معدلات الزواج في اليمن، زادت منذ بداية الحرب، ففيما يموت الأطفال، يحتفل الآخرون بالزواج. ووسط الطيف الاجتماعي، تنزلق اليمن إلى أسفل سلم الفقر، حيث كانت الأم قادرة على شراء كيس كبير من الأرز؛ لإطعام عائلتها، الآن فقط تشتري كمية صغيرة، وبالتالي أصبح زواج الفتيات هو مصدر دخل جديد للأسر التي تعاني من الضائقة المالية."

واعتبر والش أن "المثير للقلق هو أن العديد من العرائس، من الأطفال، فوفقا لليونيسيف، فإن ثلثي الفتايات اليمنيات تزوجن قبل بلوغهن سن الـ18، بزيادة نسبة 50% عن ما قبل الحرب." وقال:"حين عبرنا من ميناء الحديدة إلى جبال الحوثي، في رحلة تبلغ 900 ميل، رأينا المعاناة التي تكسر القلب، رأينا رجالا يشترون نبات القات، وهو نبات مخدر، يحبه اليمنيون، ونساء يصرخن بسبب الجوع. وفي إحدى العيادات الصحية، رأينا إبراهيم جنيد، وهو أب متقاعد، يقف بجانب ابنه المريض البالغ من العمر 5 أشهر، يمضغ كتلة من القات، تركت بقعة خضراء على شفتيه وأسنانه، وكانت بجانبه زوجته البالغة من العمر 25 عاما، بينما هو سن الـ 60،  وقد لفت الممرضات الصبي الرضيع ببطانية باللون الذهبي؛ لإبقائه دافئا."

وأضاف:"كان المواطن جنيد حزينا؛ لأن ابنه لم يتناول الطعام الكافي، مضيفا أنه يجب عليه توفير الطعام لأشخاص آخرين، فقد تزوج مرتين، ولديه 13 طفلا." وقال: "لا يزال المجتمع اليمني مدمرا بسبب الحرب، والتي أجبرت العائلات على الحرمان من تناول اللحوم، والخضراوات, ويعتمد اليمنيون على المساعدات الغذائية الدولية، وفي أسوأ الحالات يغلون أوراق الشجر ويشربونها."

وأوضح والش أنه "حتى أن بعض اليمنيين ليس لديهم المال لدفع أجرة المواصلات العامة، فخلال مغادرتنا المستشفى التي كانت تعالج فيها أمل حسين، قابلنا زوجين يحملان طفلا رضيعا، ليأخذاه إلى المستشفى، وليس لديهما المال لدفعه مقابل المواصلات، توقفنا وأخذناهم في سيارتنا لإيصالهم."

واختتم بقوله: "كانت قصتهم مشابهة لقصص اليمنيين الذين قابلناهم، فقد دمر منزلهما الذي كان على الحدود مع السعودية، ويستأجران الآن غرفة في منزل، ولم يتمكنا من العودة إلى منطقتهما، فقد سيطر عليها الحوثيون، وأخبروهما أن المكان أصبح منطقة عسكرية، وقد عرضتُ على الرجل المال للمساعدة، وقبله."

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب تقرير لصحافي أميركي حول حرب اليمن يكشف مدى المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب



GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 10:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 07:28 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بعد احتجاز دام أسبوعان إيران تفرج عن الصحفية الروسية

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 07:47 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريطانية تكشف أهمّ ملامح رحلتها السياحية إلى مصر

GMT 09:09 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى أحمد تكشف أهمية "الباكوا" في ضبط طاقة المكان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24