تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الكتل تأخذها على محمل الجد لأنه سبق أن استقال مرتين من منصبين رفيعين

تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي
بغداد ـ نهال قباني

يسعى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، منذ توليه منصبه في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، إلى تجنب التصريحات المثيرة للجدل. وباستثناء عدة زيارات قام بها إلى مواقع عسكرية شملت قيادة العمليات المشتركة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، فإن عبد المهدي لم يقم، بعكس رئيسي الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي، بأي زيارة سواء خارجية منها أم داخلية، باستثناء زيارته إلى كربلاء في ذكرى أربعينية الحسين.

وباستثناء مؤتمره الصحافي الأسبوعي عقب جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء، وهو تقليد حافظ عليه منذ عهد سلفه حيدر العبادي، فإن عبد المهدي لم يدل بأي تصريحات صحافية لأي وسيلة إعلام محلية أم خارجية. بل إن التصريح الإعلامي الوحيد الذي صدر عنه كان عبارة عن هجوم على شبكة الإعلام العراقي وبالذات قناة "العراقية" الحكومية التي عدها بمثابة قناة المسؤول الحكومي وليس الدولة.

لكنه، ردا على سؤال بشأن تلويحه الدائم بالاستقالة خصوصا أنه كان استقال مرتين من منصب نائب رئيس الجمهورية ومنصب وزير النفط، أكد أنه "يستقيل في حال لم يتمكن من تغيير شيء وبالتالي حتى لا يكون شريكا في الفشل". تلويح عبد المهدي بالاستقالة يتزامن مع ما تعانيه الطبقة السياسية من فشل في تسويق مرشحيها للوزارات المتبقية وهي 8 فضلا عن الوزارات التي تم حسمها وهي 14 وزارة أعلنت هيئة المساءلة والعدالة عن شمول أحد شاغليها (نعيم الربيعي وزير الاتصالات) بإجراءات اجتثاث البعث مما يعني سحب الثقة منه. وفي حال تم سحب الثقة عن أي وزير آخر من الأربعة عشر وزيرا لأي سبب جنائي أو المساءلة والعدالة فإن الحكومة تسقط ويتوجب على رئيس الجمهورية برهم صالح ترشيح شخصية أخرى وهو ما يعقد المشهد السياسي العراقي.

وقال السياسي العراقي المستقل نديم الجابري لـ"الشرق الأوسط": إن "مصدر القوة الوحيد لعبد المهدي هو التلويح بالاستقالة وذلك لتخفيف الضغوط عليه من قبل الكتل السياسية حيث يلوح بهذا الخيار للأحزاب والكتل لا سيما أن لديه مصداقية في هذا المجال حيث سبق له أن نفذ أكثر من استقالة من قبل". وأضاف الجابري، أن "الظروف الآن اختلفت والمنصب الذي يتحمله عبد المهدي هو الآخر مختلف وبالتالي فإن خيار الاستقالة ليس خيارا قائما لكنه تحول إلى سلاح بيده ضد القوى التي لم تتمكن من حسم خلافاتها سواء على صعيد المناصب أو الأشخاص".

وأكد الجابري أن "الأسباب التي تجعل الأحزاب والقوى غير قادرة على حسم خياراتها فلكونها لا تمتلك رؤية ولا تخطيط وبالتالي هي في الغالب أحزاب عفوية وقد أصبحت أمام أمر واقع". وتابع الجابري أن "الاضطراب الحاصل في المشهد السياسي ترك تأثيراته المباشرة على مسألة تشكيل الحكومة ذلك إنه في الماضي كانت هناك كتلة واحدة كبيرة تستطيع أن تفرض رؤيتها بشكل أو بآخر بينما اختلف الأمر اليوم حيث هناك كتلتان كبيرتان هما "الفتح" و"سائرون"، لا تريد أي واحدة منهما كسر إرادة الأخرى لأن الطرفين يعرفان أن النتائج التي سوف تترتب على ذلك ستكون خطيرة، مبينا أنه "بسبب ذلك بات من الصعب على أي واحدة منهما فرض مرشحها بمعزل عن موافقة الطرف الآخر أو التوافق معه بطريقة أو بأخرى وهو ما يجري التعامل معه الآن".

ويرى الجابري أن "أي مسعى من إحدى الكتلتين في كسر إرادة الطرف الآخر سيؤدي بالضرورة إلى سقوط الحكومة وهو أمر ستكون نتائجه في غاية الخطورة ومع ذلك فإن خلافاتهم لم تبلغ بعد مرحلة كسر العظم ولا يزال أمامهما متسع من الوقت طالما أن الخلاف الآن هو فقط على الأشخاص وليس على المناصب وبالتالي يمكن إيجاد حلول في اللحظات الأخيرة لهذه المشكلة".

ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "الخوف من تهويل تهديد عادل عبد المهدي بالاستقالة يعود إلى سبب رئيسي وهو أننا لا نملك ثقافة الاستقالة"، مبينا أن "عبد المهدي يكاد يكون هو المسؤول الوحيد بين زعامات ما بعد 2003 الذي قدم استقالته من مناصب رفيعة وبالتالي فإن مجرد تلويحه بها بات أمراً مربكا للقوى والكتل السياسية".

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي



GMT 11:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

أجمل أماكن السياحة في مونتينيغرو "الجبل الأسود"

GMT 07:36 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

مطورون يبتكرون قبعات تكشف أمزجة العاملين

GMT 05:40 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

حزيران يُسجل أعلى درجات الحرارة منذ عام 1880

GMT 08:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

إصابة طفل بانفجار لغم أرضي شمال مدينة حلب

GMT 08:02 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

ترامب يرغب في مدّ هدنة الحرب التجارية

GMT 05:42 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يعترف في مناظرة مع البشر بأضرار الذكاء الاصطناعي

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع صادرات الطاقة في الجزائر بنسبة 12.52% خلال تسعة أشهر من 2019

GMT 06:53 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء يُحذرون من خطر ذوبان جليد الأرض

GMT 17:07 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

عمران خان يستقبل سفير خادم الحرمين الشريفين

GMT 12:24 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل مباراة "الأهلي" و"اتحاد جدة" في السوبر السعودي المصري

GMT 16:48 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الخام الأميركي يغلق منخفضاً 1.6% عند 60.67 دولار للبرميل

GMT 05:12 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مجدي بدران يكشف عن معتقدات خاطئة عن نزلات البرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24