حيدر العبادي يؤكد أن العراق أدار حربا كونية ضدَّ داعش ولم تكن بالأمر السهل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تقرير دولي يحصي مقتل نحو 50 ألف عسكري ومدني عراقي جراء الحرب على التنظيم

حيدر العبادي يؤكد أن العراق أدار حربا كونية ضدَّ "داعش" ولم تكن بالأمر السهل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حيدر العبادي يؤكد أن العراق أدار حربا كونية ضدَّ "داعش" ولم تكن بالأمر السهل

رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور حيدر العبادي
بغداد -سورية 24

أعلنت منظمة الأمم المتحدة عن مقتل نحو 50 ألف عسكري ومدني في العراق جراء الحرب على "داعش". وقالت المنظمة في تقرير لها إن الحرب على "داعش" تركت نحو 4 ملايين نازح ومتضرِّر وتسببت بهدم بنحو 200 ألف دار خلال سنوات سيطرة التنظيم على عدد من المحافظات العراقية. وأضاف التقرير أن فاتورة الحرب كانت باهظة جداً حيث أودت بحياة 50 ألف شخص بين مدني وعسكري، فيما سجلت نسبة البطالة فـي المناطق المحررة نحو 60 في المائة.

وأوضح، أن كلفة إعادة أعمار ما دمرته الحرب بلغت أكثر من 100 مليار دولار، في حين بلغت تكاليف الجهد العسكري نحو 300 مليار دولار، لافتا إلى وجود نحو 8 ملايين طن من الأنقاض خلفتها العمليات العسكرية.

وأكد رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور حيدر العبادي، أن المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي لم تكن بالأمر السهل، معتبراً أن "العراق أدار حربا كونية". وقال العبادي في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط"، بمناسبة مرور عام على إعلان النصر ضد التنظيم الإرهابي حيث يحتفل العراق رسميا اليوم الاثنين بالنصر، إن "معركة القضاء على (داعش) لم تكن بالأمر السهل وأنا كرئيس للوزراء وقائد عام للقوات المسلحة كنت مدركا أن معركة التحرير ليست عسكرية وحسب بل إنها متعددة المهام والاتجاهات والساحات عسكرية وأمنية ومخابراتية واقتصادية وثقافية وإعلامية وداخلية إقليمية دولية متداخلة الملفات والأجندات".

وأضاف: "إنها في العمق قصة إدارة لمعركة كونية خاضها العراق وقيادته وشعبه بكل حرفية وفي أصعب الظروف السياسية والاقتصادية والمجتمعية وأعقد معادلات الصراع الإقليمي والدولي".

وأوضح العبادي أن "ظروف إدارة المعركة كانت أصعب من المعركة على الأرض حيث كان علينا أن نديرها باستحضار جميع التناقضات والممكنات وتداخل الملفات". وردا على سؤال بشأن التحدي الأخطر الذي كان يمثله تنظيم "داعش" ولم يعد قائما، قال العبادي إن "علي أن أؤكد هنا أن قيمة الانتصار على (داعش) تكمن في سحقنا لمشروعه الإقليمي الهادف إلى إعادة رسم خارطة الدول والمجتمعات على أسس جيوطائفية مصالحية"، مبينا أن "العراقيين بدمائهم وبإرادتهم أنقذوا المنطقة والعالم من أضخم مشروع عنفي تقسيمي".

وتابع: "داعش" كمشروع أضخم وأشمل من "داعش" التنظيم، وعلى العالم أن يعي قيمة ما حققه العراق من نصر الذي كسر خيار المشروع الداعشي الشامل وكسره قيميا وحضاريا كما كسره عسكريا وأمنيا كما سحقه كحرب مجتمعات وطوائف كما سحقه كأداة عنف بصراع استراتيجيات المنطقة.

وحول وضع العراق بعد عام من الانتصار على "داعش"، يقول رئيس الوزراء السابق إن "العراق خرج أقوى مجتمعيا وعسكريا وأمنيا وهو ماض بإصرار لمعالجة جميع التداعيات والمخلفات التي أنتجتها دورة العنف والخراب الداعشي مجتمعيا وعمرانيا". وردا على سؤال بشأن مشاركة التحالف الدولي في الحرب ضد "داعش"، قال العبادي إن "هناك مساهمة جادة لمعظم دول العالم في معارك التحرير وجهود الإغاثة الإنسانية وأجدد لهم الشكر لكني أؤكد في ذات الوقت أن الانتصار كان عراقيا ودور العالم كان الساند والداعم"، موضحا أن "على دول العالم أن لا تنازعنا النصر ومجده فهو عراقي بالدم والإصرار صاغته رموز العراق الدينية والسياسية والعسكرية والثقافية وكتبت فصوله تضحيات أبناء شعبه بمختلف قومياتهم وطوائفهم فشكرا للعالم لكن النصر عراقي".

وحول وضع التنظيم الإرهابي اليوم بعد سنة من كسر شوكته ونهاية ما سمي "دولة الخلافة"، يقول العبادي: "بودي التأكيد أننا أنهينا كيان (داعش) ومشروعه وقصمنا ظهره عسكريا ولن يتمكن من السيطرة على الأرض مجددا حيث إن مدننا اليوم أكثر أمنا وحصانة من أي وقت مضى ووضع تشكيلاتنا العسكرية والأمنية أكثر اقتدارا كما تجاوزنا منسوب التناقضات المجتمعية الطائفية"، مؤكدا في الوقت نفسه وجود جيوب لهذا التنظيم وخلايا نائمة هنا وهناك لكن تجري معالجتها عسكريا وأمنيا كل يوم حيث علينا الاستمرار في إنهاء التنظيم والفكر والثقافة والإعلام وهي مهمة أممية وليست عراقية وحسب باعتبار أن الإرهاب أممي ولا مناص من اعتماد مصدات دولية على مختلف الصعد لوأده واستئصاله.

وعبر العبادي في نهاية حديثه عن خشيته من أن "تتم التضحية بما تحقق من نصر كبير على تنظيم داعش والقضاء على الطائفية وتحقيق الأمن والسيادة الوطنية عبر إصرار المنظومة السياسية العراقية على الأداء السياسي الطائفي المحاصصي والاشتغال بأجندة الأجنبي في الداخل العراقي مما يعيد الاصطفافات والجبهات الطائفية ويؤدي إلى إضعاف الدولة وشل قدراتها وإعادة إنتاج المناخات التي هيأت لـ(داعش) أن يفعل قدراته".

أما دوليا، فقد عبر العبادي عن "الخشية من أن بعض دول المنطقة والعالم لم تدرك بعد خطر الإرهاب وقدرته على تدمير المجتمعات والدول فتستمر في توظيف العنف والإرهاب كأداة صراع في معارك المصالح الاستراتيجية". ودعا العبادي الجميع "داخليا وإقليميا ودوليا إلى الاستفادة من الدرس جيدا عبر تعميق الحوارات والتفاهمات والاتفاقات لإطفاء بؤر التوتر الدائم لكي تنعم مجتمعاتنا بالأمن والسلم والتعايش والازدهار".

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمر بأن يكون اليوم، المصادف العاشر من شهر ديسمبر/كانون الأول" عطلة رسمية في العراق لمناسبة مرور سنة على إعلان سلفه النصر العسكري على تنظيم داعش.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيدر العبادي يؤكد أن العراق أدار حربا كونية ضدَّ داعش ولم تكن بالأمر السهل حيدر العبادي يؤكد أن العراق أدار حربا كونية ضدَّ داعش ولم تكن بالأمر السهل



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 11:05 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

قتيل مدني بقصف جوي روسي شرق إدلب

GMT 10:21 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الخارجية المصرية ترفض مجددًا "التصعيد التركي" في ليبيا

GMT 18:20 2019 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

تحديث جيميل يتيح لك إرسال نوع جديد من المرفقات

GMT 10:30 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

أقراط الشراشيب الطويلة بألوان داكنة هذا الخريف

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

كاريس بشار تتخلّى عن باسل خياط لصالح مسلسل تيم حسن

GMT 10:09 2019 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

تجربة منعشة في صيف 2019 داخل أفضل فنادق "أوسلو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24