أزمة المياه تنذر باندلاع الصراعات الأهلية المُسلحة في جنوب السودان
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تناقصت حصة الزراعة والماشية مع ارتفاع درجات الحرارة

أزمة المياه تنذر باندلاع الصراعات الأهلية المُسلحة في جنوب السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة المياه تنذر باندلاع الصراعات الأهلية المُسلحة في جنوب السودان

نقص المياه في السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

جلست امرأة من جنوب السودان تحت شجرة وهي تلف طفلها الرضيع على ظهرها لتلتقط أنفاسها من يوم كانت درجة حرارته مرتفعة، ولكن بعد بضع دقائق، اكتشفت ماري البالغة من العمر 25 عامًا، وهي أم أيضًا، أن الجسدين لقيا حتفهما بسبب الجفاف، وهي واقعة شهدتها ولاية بوما، داخل الدولة التي تعاني من أسوأ أزمة لنقص المياه.

وعانت أحدث دولة في العالم من حرب أهلية وحشية منذ 5 سنوات، أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص، ودفعت سكانها إلى حافة مجاعة، قبل أن ينتهي النزاع كلاميًا في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول، حيث وقّع رئيس البلاد سيلفا كير، اتفاق سلام تاريخي مع المجموعة المتمردة الرئيسية بقيادة ريك ماشار، ولكن بعد 6 أشهر، عادت أزمة إنسانية حادة لتهدد جنوب السودان، وهي أزمة المياه التي غالبا ما تم تجاهلها، والتي أصبحت الآن قلب موجة الاضطرابات.

ولا يمكن لأكثر من 80% من البلاد الوصول للحصول على مياه نظيفة، وفقا لوزارة المياه في جنوب السودان، والتي قالت إن البنية التحتية الحيوية دُمرت في القتال، مضيفة أنه مع ارتفاع درجات الحرارة بفعل تغير المناخ، تتناقص المياه الخاصة بالزراعة والماشية، في حين حذّر المسؤولون من أن نقص المياه أدى إلى إشعال الصراعات المسلحة بين عدد من القبائل العرقية البالغ عددها 60 أو أكثر، ويمكن أن تكون بداية خفية لصراع جديد في المستقبل.

وتعد النساء الأكثر تضررًا في هذه الأزمة، فهن المسؤولات عن جلب إمدادات المياه النظيفة، حتى إذا كانت تلك الرحلات طويلة وخطيرة عليهن.

اقرأ أيضا:

البشير يُؤكِّد على أنّ السودان يمرّ بـ"أزمات ومصاعب وابتلاءات"

وتقول ماري إنها وجدت الجثتين على الطريق المؤدي إلى إحضار المياه النظيفة، من قرية بعيدة تسمى جومروق، وهي طريق وعرة، حيث توجد في هذه المنطقة العشرات من آبار المياه، التي تم تدميرها في الحرب الأهلية، ولذا يستغرق الأمر نحو 8 ساعات من المشي للوصول إلى أقرب نقطة للحصول على المياه النظيفة، وعلى طول الطريق تتعرض النساء للموت بسبب العطش أو الجوع، بالإضافة إلى هجوم الرجال عليهن واغتصابهن.

وتقول وكالات المساعدات إنها ليست ظاهرة فريدة من نوعها في جنوب السودان، ففي العالم يواجه النساء الباحثات عن المياه عنفا مشابها، كما تقول ماري و5 نساء جالسات بجانبها، إنهن يتعرضن للهجوم المفاجئ أثناء جلبهن المياه، ويتم اغتصابهن تحت تهديد السلاح.

وأضافت ماري "أنا شخصيًا أعرف 10 سيدات لقين حتفهن بسبب العطش في الـ12 شهرًا الماضية، إنها مشكلة معروفة وستكون الأمور أسوأ في الأسابيع القليلة المقبلة، إذ ذروة موسم الجفاف".

وتتجه جنوب السودان إلى واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم، فقد تم تهجير 4 مليون شخص داخليا وخارجيا، بينما يعتمد ثلثي السكان أو 7.1 مليون نسمة على المساعدات للعيش.

وقالت الأمم المتحدة في الشهر الماضي، إن 1.5 مليون شخص كانوا على حافة المجاعة، وعشرات الآلاف بالفعل يعانون منها. فرغم عقد اتفاق سلام، لا تزال المعارك قائمة في الأقاليم الجنوبية بين الجيش وقوات المتمردين، التي رفضت التوقيع على الاتفاق في أيلول، حتى أن الأطراف المُوقّعة على الاتفاق يحذرون من بعضهم البعض، علما أنه قد وضع الاتفاق تاريخا نهائيا لكل الأطراف لتسليم الأسلحة والاتحاد مع الجيش الوطني قبل تشكيل حكومة الوحدة في مايو/ أيار، ولكن لم تكتمل أي من هذه الخطوات بعد.

ويقول المسؤولون في وزارة المياه في جنوب السودان، إن المياه الحالية تكفي لـ10 مليون شخص فقط من السكان. وتتأثر البلاد بالفيضانات لمدة نصف العام أو أكثر، بما في ذلك نهر النيل الأبيض أحد موزعي المياه على نهر النيل. ووفقا لمنظمة "أوكسفام"، والتي تدير توزيع المياه النظيفة، فإن نحو 6 مليون شخص بحاجة للمساعدة في توصيل المياه النظيفة إليهم وكذلك الصرف الصحي.

ويتعرض الملايين لخطر الإصابة بالأمراض التي تحملها المياه مثل الكوليرا والتيفود، والتي تنتشر بسبب عدم وجود أنظمة للصرف الصحي، كما استهدفت الجماعات المسلحة بشكل متعمد البنية التحتية للمياه خلال سنوات القتال، كونها طريقة لتدمير طرق التواصل مع أعدائهم.

ولا توجد موارد كافية أو فعالة لإعادة بناء آبار المياه، حيث تقول أوكسفام وغيرها من المؤسسات أن برامجها قيد التمويل، بينما يقول ألير نغونغوكا، رئيس وزارة المياه في جنوب السودان، إن 0.1% من ميزانية الحكومة مخصصة للمياه، وما يزيد من الضغط هي عملية تغيير المناخ، حيث إن الأنهار الموسمية تجف مبكرا، مما يدفع الأشخاص مثل الذين لديهم ماشية لشن الحروب المحلية والتي تخشى وزارة المياه أن تكون شرارة لبدء صراع وطني.
 
وتشرد بالفعل 4 مليون شخص داخليا وخارجيا بفعل الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 سنوات، ولكن حذّر نغونغوكا من إنه إذا لم يتم فعل شيء لتحسين أزمة المياه، سيشرد الملايين في خلال عامين

قد يهمك أيضا:

الرئيس السوداني عمر البشير يقترب من فترة رئاسية جديدة

تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة المياه تنذر باندلاع الصراعات الأهلية المُسلحة في جنوب السودان أزمة المياه تنذر باندلاع الصراعات الأهلية المُسلحة في جنوب السودان



GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 05:29 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تنشغل بعمل في اليوم الأول وتضع مخططات وتوجه الآخرين

GMT 10:04 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 14:05 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

متى تزول إسرائيل ؟

GMT 12:25 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيد محمود يؤكد أم كلثوم موجودة "شخصيًا" في روايات محفوظ

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 08:13 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

ابتكار ذراع متطورة تتحرك باستخدام الأفكار

GMT 12:43 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا تؤكد مقتل 88 ألف مسلح في سورية منذ تدخلها

GMT 15:17 2018 الجمعة ,18 أيار / مايو

بكتيريا "قاتلة ومدمرة" تتغذى على ألم مضيفها

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 18:07 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

شركة هواوي تقدم جهاز MATEPAD PRO 2 اللوحي قريباً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24