البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

بعد قبول استقالة 9 نواب من كتلة "الجبهة الشعبية" اليسارية

البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد

البرلمان التونسي
تونس ـ كمال السليمي

بانقضاء الآجال القانونية المتعلّقة بقبول استقالة تسعة نواب من كتلة «الجبهة الشعبيّة» اليسارية المعارضة، المتكونة من 15 نائباً، يفقد البرلمان التونسي أهم كتلة برلمانية عارضت التوجهات الاقتصادية والاجتماعية لحكومة يوسف الشاهد، وقادت أحزاب المعارضة في معارك متتالية ضد توصيات صندوق النقد الدولي والزيادات المشطة التي أقرتها الحكومة في ميزانية 2019 على مستوى الأسعار.

وحسب مراقبين للتطورات الحاصلة داخل المعارضة، تمر «الجبهة الشعبية» بأسوأ أزمة سياسية لها منذ سنوات، وهي التي ظلت متماسكة إثر الإعلان عن نتائج انتخابات 2014. ولعبت دوراً مهماً في معارضة حكومة الشاهد، ودعت إلى النزول إلى الشارع، وتبنت الاحتجاجات والإضرابات التي أعلنها الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) ضد الخيارات المقترحة من قبل الائتلاف الحاكم لحل الملفات الاجتماعية والاقتصادية.


من ناحيتهم، أكد نواب البرلمان المستقيلون من كتلة «الجبهة الشعبية»، في بيان، إثر انقضاء آجال التراجع عن الاستقالة، بعد خمسة أيام من تاريخ إيداع الاستقالة في 28 مايو (أيار)، أن الأسباب التي أجبرتهم على تقديم الاستقالة ما زالت قائمة، ما يعني أن الاستقالة أصبحت نافذة المفعول، وجددوا في المقابل تعهدهم بمواصلة الدفاع عن خيارات «الجبهة الشعبية» المتناقضة مع الائتلاف الحاكم الحالي، والمنحازة للتونسيين.

في السياق ذاته، أكد أحمد الصديق، رئيس كتلة «الجبهة الشعبية» المستقيل، على تفعيل استقالة النواب التسعة من الكتلة البرلمانية، مشيراً إلى أنه بتفعيلها لم يعد هناك وجود لكتلة تسمى «جبهة شعبية» في البرلمان، وأنها أصبحت منحلة، حسب النظام الداخلي المنظم لعمل الكتل البرلمانية في تونس.

ويعود أصل الخلافات داخل «الجبهة الشعبية» إلى التنافس القوي الذي برز بين حمة الهمامي زعيم «الجبهة الشعبية» ورئيس «حزب العمال»، والمنجي الرحوي رئيس «حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» (الوطد)، إثر إعلان كل منهما نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، التي ستقام في تونس في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

كان المكتب السياسي لحزب «الوطد» قد أعلن عن ترشيح المنجي الرحوي للمنافسة على كرسي الرئاسة، وهو نفسه ما عبر عنه حمة الهمامي، ليتأجج الخلاف بين الطرفين على أشده، حيث تمسك الهمامي بضرورة الرجوع إلى القيادة الجماعية لتحالف «الجبهة الشعبية» لتحديد اسم المرشح للرئاسية، في حين دعا الرحوي إلى إجراء انتخابات داخلية لتحديد من سيخوض غمار تلك الانتخابات، وهو اقتراح رفضه الهمامي بشدة.

اقرأ أيضًا:

البرلمان التونسي يمنح الثقة لحكومة يوسف الشاهد

وبعد مرور أسبوع على إيداع استقالة أعضاء من كتلة «الجبهة الشعبية» لدى مكتب الضبط في البرلمان التونسي، تواصل الغياب التام لأي رد فعل أو تفاعل إيجابي من شأنه الحفاظ على وحدة هذا التحالف السياسي المعارض، علاوة على تواصل الممارسات التي تهدد وحدة تحالف «الجبهة الشعبية»، رغبة في الانفراد بها، والتخلص من كل رأي مخالف وتواصل احتماء المتحدث باسم «الجبهة الشعبية» (في إشارة إلى حمة الهمامي) بالصمت، ورفضه الاستجابة للدعوات العديدة لعقد المجلس المركزي في أقرب الآجال، على حد تعبير أحد النواب المستقيلين.
يذكر أن تحالف «الجبهة الشعبية» تشكل سنة 2012، وضم إلى صفوفه 11 حزباً سياسياً يسارياً وقومياً تجمعهم معاداة الليبرالية والدفاع عن استحقاقات ثورة 2011، وتمكن خلال انتخابات 2014 من اختراق المشهد السياسي التونسي، والحصول على 15 مقعداً برلمانياً، ليحتل بذلك المرتبة الرابعة غير أنه رفض الانضمام إلى الائتلاف الحاكم بسبب وجود حركة «النهضة» ذات التوجه الإسلامي بين الأحزاب المشكلة للحكومة.

ولعب كل من «حزب العمال» الذي يتزعمه حمة الهمامي، و«حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» (الوطد)، الذي أسسه شكري بلعيد، الذي تعرض إلى الاغتيال سنة 2013، دوراً مهماً في تشكيل هذا التحالف السياسي اليساري، غير أن الخلافات بين قيادات الحزبين على تزعم الأحزاب اليسارية في تونس ظلت قائمة، وقد ترجمت خلال الآونة الأخيرة في المنافسة بين حمة الهمامي (رئيس حزب العمال) والمنجي الرحوي (رئيس حزب «الوطد») على الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتمسك كل منهما بأحقية الترشح.

 

قد يهمك أيضًا:

البرلمان التونسي يرفض إصدار سندات بـ 800 مليون دولار لسد عجز الموازنة

جلسة "مفصلية" للبرلمان التونسي لتحديد موعد الانتخابات المقبلة

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:34 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدأ الاستعداد لبدء التخطيط لمشاريع جديدة

GMT 09:02 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 15:21 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمات مصريات من أصول أوروبية أبرزهن ميرفت أمين وشويكار

GMT 10:22 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

نجم برشلونة يعتذر عن الصور "المُستفزة"

GMT 13:50 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوضّحون الفوائد الصحية لتناول "البرقوق"

GMT 09:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

جيف بيزوس يخسر أكثر من 19 مليار دولار في 48 ساعة

GMT 20:54 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

حنان ترك تعود بقوة على السوشيال ميديا بعد غياب عامين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24