الأرض تفقد وحيد القرن الأبيض الشمالي سودان آخر ذَكَر في العالم
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

​قضى أعوامه الأخيرة تحت حراسة دائمة لحمايته مِن الصيد

الأرض تفقد وحيد القرن الأبيض الشمالي "سودان" آخر ذَكَر في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأرض تفقد وحيد القرن الأبيض الشمالي "سودان" آخر ذَكَر في العالم

وحيد القرن الأبيض الشمالي
لندن ـ سليم كرم

نَفَقَ "سودان" آخر ذَكَر مِن وحيد القرن الأبيض الشمالي بموطنه في كينيا عن 45 عامًا، بعد أن عانى مِن "مضاعفات مرتبطة بالعمر"، ومعه تضاءل الأمل في بقاء نوعه، وموته يعني أن انقراض هذا النوع مسألة وقت فقط، ولا يقتصر الأمر على الأفراد المتبقيين من الإناث فقط، فهنّ لا يستطعن حمل طفل وحدهن.

وكما يوحي اسمه وُلد "السودان" في البلاد التي تعرف الآن باسم جنوب السودان، في الوقت الذي كان فيه نوع "الأبيض الشمالي" متوفر بالمئات، وفي حين تم شحن "السودان" إلى حديقة حيوان "دفور كرالوفا" في جمهورية التشيك عندما كان عمره 3 أعوام فقط، ولم تكن حيوانات وحيد القرن البيضاء الشمالية الأخرى في موطنها الأصلي بأمان.

وأدى الصراع في السودان وأجزاء من وسط أفريقيا إلى تفاقم أنشطة الصيد غير المشروع لوحيد القرن وتسبب في انخفاض أعدادها، وبحلول الوقت الذي تم فيه نقل "السودان" واثنين من وحيد القرن الإناث للحفاظ عليهم في "أول بيجيتا" وهي مؤسسة غير ربحية، في كينيا في محاولة أخيرة لإنقاذ هذا النوع.

ومع الأسف فشلت فكرة التكاثر على الرغم من الجهود المبذولة لاستخدام وحيد القرن المتبقي لإحياء الأنواع، وقضى "السودان" أعوامه الأخيرة تحت حراسة مسلحة دائمة لحمايته من التهديد المتواصل للصيد غير المشروع.

ويقول "بول ماسيلا" مدير خدمات الحياة البرية في كينيا لصحيفة "الإندبندنت": "لن أقول إنها كانت دعوة للاستيقاظ لأننا رأينا انقراضهم قادما، ولم نفعل شيئا، فمن الواضح أن جشعنا أثر على انقراض هذا النوع، لأنها تموت أمام أعيننا، وهذه ليست ظاهرة لأننا نعرف كيف حدثت".

وأدى الطلب على "قرن" وحيد القرن في البلدان الآسيوية إلى تصعيد هائل في الصيد غير المشروع في أفريقيا، وأثبت أنه كارثة لوحيد القرن، وعلى الرغم من القوانين الدولية الصارمة التي تحظر تجارة قرونها، فقد قتل الآلاف من وحيد القرن في العقد الماضي.

ووحيد القرن الأبيض الشمالي هو واحد من النوعين الفرعيين لوحيد القرن الأبيض، والآخر هو وحيد القرن الأبيض الجنوبي الذى بقي منهم 50 حيوانا فقط، لكنها انتعشت الآن ووصل عدد وحيد القرن الأبيض الجنوبي إلى نحو 20.000.

وعلى الرغم من مأساة موت "السودان" لا يزال هناك أمل بين أولئك الذين يعتنون بالأبيض الشمالي المتبقي من أن هذه الأنواع الفرعية يمكن أن تعود من حافة الانقراض، وهناك إمكانية لحفظها من خلال تقنيات الإنجاب الاصطناعية لا سيما الإخصاب في المختبر، في حين أن هناك احتمالا ضئيلا أن بويضات الأبيض المخصب يمكن زرعها في أم بيضاء وحيد القرن الجنوبية، وهذا يعتمد على تطوير التقنيات التي لم يسبق تطبيقها في وحيد القرن.

وتم جمع المواد الجينية والحيوانات المنوية والبيض المأخوذة من "السودان" والأنثتين المتبقيتين، وهما "نجين وفاتو"، على أمل أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يجعل هذه الأحلام يوما ما حقيقة.

ويقف وحيد القرن الأبيض الشمالي كرمز للانقراض واستغلال الموارد، وعلامة تشير إلى أنه إذا لم تتغير الطريقة التي نستهلك بها كل شيء، فإننا عاجلا أم آجلا سوف ندمر الكوكب والعمليات الإيكولوجية التي نعتمد عليها نحن البشر، ولن نبقى طويلا نحن أيضا.​

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض تفقد وحيد القرن الأبيض الشمالي سودان آخر ذَكَر في العالم الأرض تفقد وحيد القرن الأبيض الشمالي سودان آخر ذَكَر في العالم



GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 16:31 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الليرة السورية تتجه إلى مصير غير معلوم في العام الجديد

GMT 13:25 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

إيدن هازارد يتحدث عن "مسك الختام" مع تشلسي

GMT 16:37 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

البورصة المصرية تخسر 3.5 مليارات جنيه في أسبوع

GMT 17:35 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وضع بئري مياه صيدا والرزانية بالخدمة في القنيطرة

GMT 19:16 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إستقالة نائب رئيس وحدة العمليات في "نيسان"

GMT 21:28 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

فافرينكا يتأهل إلى الدور الثاني من بطولة بازل للتنس

GMT 19:19 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

اتجاه لتقديم جزء ثان من فيلم "البدلة" لتامر حسني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24