أم شحاذة جدة تجاوزت التسعين وتجسد صمود الإنسان السوري
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

"أم شحاذة" جدة تجاوزت التسعين وتجسد صمود الإنسان السوري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أم شحاذة" جدة تجاوزت التسعين وتجسد صمود الإنسان السوري

"أم شحاذة" جدة تجاوزت التسعين
دمشق ـ سورية 24

جسدت الجدة "أم شحاذة" "دمعة العبد الله" ذات الـ 93 عامًا قصة من قصص صمود الإنسان السوري وتشبثه بالأرض وإصراره على العمل والحياة، لتربط بين ذكريات الماضي وتفاصيل الحاضر المعاش.

وبدأت "أم شحاذة" التي خطت السنون أثرها على وجهها الممتلىء بالتجاعيد بعد أن عارك غبار الزمن الصعب، تروي ضمن منزل ولدها الوحيد "شحاذة سليم البني" في بلدة الكفر بالسويداء تفاصيل دقيقة عن محطات حياتها المليئة بالكثير من الذكريات بحلوها ومرها.

حيوية ونشاط وحب العمل

وتحتفظ "أم شحاذة" رغم عمرها بحيوية ونشاط وحب متأصل إلى العمل والعطاء فترى يديها المحملتين بأثقال الحياة ما زالتا تبرعان في فن الحياكة بالسنارة وصناعة القش رغم ما تتطلبانه من دقة وصبر ورؤية جيدة.

وتعكس القدرة والجلادة على العمل والروح الجميلة لدى "أم شحاذة"، رحلة معاناتها التي بدأت منذ نعومة أظفارها مع وفاة والدها، وهي بعمر ثلاث سنوات في قرية "العانات" لتجد نفسها خلال ترعرعها في ظروف صعبة مضطرة إلى العمل في الأرض والزراعة وتربية الحيوانات في سبيل لقمة العيش.

ولم تعرف "أم شحاذة" على الرغم من زواجها وانتقالها إلى "بلدة الكفر" قبل أكثر من ستين عامًا -على حد قولها، الراحة فهي اضطرت إلى تربية أبناء شقيقها بعد طلاقه لزوجته إضافة إلى معاناتها من وفاة سبعة من أبنائها بعد أن تمضي أيام على ولادتهم ليرزقها الله فيما بعد بولدها "شحاذة" الذي أدخل السرور إلى قلبها.

وتلونت فرحة الجدة "أم شحاذة" لاحقًا بغصة، عقب وفاة زوجها، حيث حرصت على مواصلة العمل بأرضه بين بساتين التفاح والكرمة محتضنة ولدها الوحيد الذي كان طفلا ليصبح اليوم "أبو عمر" رجلا تجاوز عمره الخمسين عاما وأنجب لها خمسة أحفاد جلهم في المدارس والجامعات يزينون بيت أسرتهم العامر في "الكفر".

وما زالت "أم شحاذة" مصرة على محو قسوة الحياة وهي تقص ذكريات جميلة رافقت عمليات الزراعة والحراثة والحصاد وجني الغلال وقطاف التفاح ورعي المواشي وحلب الأبقار والماعز وخلافا لما هو معروف عن علاقة الكنة بحماتها تقول أم عمر "لينا البني" عن جدة أولادها "إنها بركة في بيتنا وأخت الرجال نستمد منها العزيمة والقوة"، منوهة بما تتمتع به من صحة جيدة دون أي أمراض لديها باستثناء ضعف بسيط بالسمع مع إشارتها إلى اعتمادها على الطعام الصحي كالبرغل واللبن والسمن العربي والزبيب والدبس.

قالوا عنها

وأضافت البني أن حماتها ما زالت تحرص حتى الآن على مشاركة الناس في الأفراح والأتراح فضلا أنها مازالت تجيد صناعة القش والحياكة حيث حاكت شرشفا صوفيا لحفيدها عمر الذي تزوج قبل أشهر كما شاركت العائلة بجني محصول التفاح الموسم الماضي.

ودفعت مميزات "أم شحاذة" جارتها "أمينة نكد" 67 عاما التي تعرفها منذ 50 عاما لتصفها بأنها أم الكل مبدية إعجابها بهذه المرأة التي كافحت كثيرا في حياتها وتحملت مصاعب عديدة وتركت أثرًا طيبًا لدى أبناء بلدتها.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم شحاذة جدة تجاوزت التسعين وتجسد صمود الإنسان السوري أم شحاذة جدة تجاوزت التسعين وتجسد صمود الإنسان السوري



GMT 17:50 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الباحث السوري عيد مرعي يبحر في تاريخ الشرق القديم

GMT 17:44 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يسخر من راموس وكلوب يعلّق غاضبًا

GMT 17:40 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان خالد الصاوي يحتفل بعيد ميلاده وسط مجموعة من الأصدقاء

GMT 17:35 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

3 أفلام قصيرة للمخرجة كوثر معراوي ضمن مشروع مدى

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 10:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 07:28 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بعد احتجاز دام أسبوعان إيران تفرج عن الصحفية الروسية

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 07:47 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريطانية تكشف أهمّ ملامح رحلتها السياحية إلى مصر

GMT 09:09 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى أحمد تكشف أهمية "الباكوا" في ضبط طاقة المكان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24