هضبة الجلف الكبير ملاذ عشاق سباق السفاري والمغامرات
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هضبة الجلف الكبير ملاذ عشاق سباق السفاري والمغامرات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هضبة الجلف الكبير ملاذ عشاق سباق السفاري والمغامرات

هضبة الجلف الكبير
القاهرة - ندى أبو شادي

يرتفع الجلف الكبير كحائط في عمق الصحراء، وهو موقع معزول لا يتردد عليه السياح كثيرًا مقارنة بآثار مصر المعروفة، حيث لا يزور تلك المنطقة إلا آلاف  عدة من السياح كل عام متتبعين آثار مكتشفي الصحراء والبدو الرحل وعلماء الآثار.

تبدأ الجولة الاستكشافية التقليدية في تلك المنطقة عادةً برحلة طويلة بالحافلات من القاهرة إلى الواحات الداخلة، وتبدأ الرحلة إلى منطقة  الجلف الكبير عبر أبوبالاس التي كانت تستخدم للقوافل المتجهة إلي ليبيا محملة بأوان فخارية كبيرة محملة بالمياه والوقود‏، والتي اعتاد البدو المغيرون على المنطقة اصطحابها معهم ممتلئة بالمياه على ظهور الدواب وتخزينها على مراحل متباعدة من مسافات الرحلة لتأمين التزود بالمياه لوعورة الطريق وندرة آبار المياه.

ويمكن الوصول إلى أبو بالاس من الواحة الداخلة، وللوصول إليها ستسير بجوار الآلاف من الأواني القديمة المكسرة وشظايا الفخار المنتشرة على تلة اكتشفها الأمير كمال الدين (أحد أمراء العائلة الملكية في مصر) في أوائل القرن التاسع عشر، ويعود الفخار المتناثر إلى قوارير مصنوعة من السيراميك يعود تاريخها إلى فترة الاحتلال الروماني لمصر. وكانت أبو بالاس محطة رئيسية على امتداد طريق القوافل الذي يربط وادي النطرون بجنوب غرب مصر.

ومن أبوبالاس يتجه السياح المغامرون جنوبًا إلى هضبة الجلف الكبير يبحثون عن تراث الإنسان الأول الذي كان يطهي مأكله علي نار الحطب، ولمشاهدة الرسوم علي الصخور والتي تعود لآلاف السنين‏، والتي رسمها وهو يتقي غضب الطبيعة، أو يخشى افتراس الحيوانات المتوحشة التي عجت بها يومًا دروب المنطقة التي كانت يوما غابات وأحراشًا كثيفة.

  تقع هضبة الجلف الكبير علي بعد ‏1600‏ كيلو متر من القاهرة‏،‏ وتمتد بطول ١٧٥ كيلومتر وعرض ١٢٥ كيلومتر، وبارتفاع ٣٠٠ متر عن سطح الصحراء حوله، علي حدود مصر مع ليبيا والسودان. وتضم سهولًا شاسعة للكثبان الرملية والكهوف تعود لعصور ما قبل التاريخ‏، وتقع هذه السهول بين هضبة الجلف الكبير وجبل العوينات‏،‏ وتصل مساحتها إلى ‏48‏ ألف و‏523‏ كيلو مترا‏،‏ وتضم صخورًا رملية وفوهات بركانية قديمة ومناطق جبلية ووديانًا عميقة وسلاسل بحر الرمال الأعظم الممتدة طولياً من الشمال إلي الجنوب.

 وتعد واحدة من كبري المحميات الطبيعية لمساحتها الكبيرة، وما تحتويه من كنوز وكهوف صحراوية وجبلية ومناظر خلابة جعلت منها مقصداً للسياح المغامرين ومحبي سباق السفاري والصعود لقمم الجبال. وتتخذ الهضبة شكل المثلث يصعده السائح ليجد قمة منبسطة جدباء بلا حياة، مسطحها بمساحة تقترب من مساحة سويسرا، وهو يشاهد بسيره علي السطح مناظر خلابة ووديانًا شقتها الرياح والمياه في عصور ما قبل التاريخ.

وتعتبر هذه المنطقة الأكثر جفافاً على سطح الأرض، وتدل آثارها على المناخ الممطر القديم الذي ساد خلال العصر الحجري الحديث‏، ‏ والعصر الحجري القديم منذ نحو ‏120‏ ألف سنة قبل الميلاد‏، ‏وتغطي سطح الجلف بلاطات بازلتية ويمتد فوقها مجري نهر واحد علي الأقل، وتشق الوديان هضبة الجلف من جميع جوانبها وأكبرها وادي عبدالملك الذي يمتد شمالاً وجنوباً، والعديد من الوديان الأخرى كوادي بخت ووادي واسع  تمتد من جوانبه ووديان أخري لها كثبان حمراء (وادي حمرا)، وهذا يفصل جبل الجلف الكبير إلي جزأين بينهما عنق أطلق عليه العقبة. وهذه المناظر الخلابة تعوض السائح عما صادفه من مشقة ومخاطر.

يفضل زيارة منطقة الجلف الكبير في الشهور الباردة من السنة أي من شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى شهر مايو/أيار، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 35-45 درجة مئوية كحد أقصى. وهناك السائحون مخيمات مؤقتة لليال محدودة يقيمون خلالها في خيام أثناء ترددهم على الوديان والكهوف التي تخفي كنوز وأسرار تلك الهضبة. وفي المنطقة ينعدم الاتصال بأي من المناطق الحضرية في الواحات القريبة ويتم الاعتماد على أنظمة الستالايت في الاتصال حيث تنعدم إشارات الهواتف الخلوية بالإضافة إلى التزود بكل مئونة الرحلة من الأطعمة ومياه الشرب، بالإضافة إلى الوقود اللازم لعربات الدفع الرباعي وحصائر الغرز لمقاومة الكثبان الرملية وقبله الاعتماد على الله.. فهي رحلة إلى غياهب الزمن… لتتبع مواطن الإنسان الأولى

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هضبة الجلف الكبير ملاذ عشاق سباق السفاري والمغامرات هضبة الجلف الكبير ملاذ عشاق سباق السفاري والمغامرات



GMT 20:30 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

سفينة " إس إس لا فينيسيا "للرحلات البحرية الفاخرة الجديدة

GMT 20:27 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

واحة ساحرة تقع في الطرف الشمالي من صحراء الربع الخالي

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفضل نشاطات سياحية في دبي يمكن القيام بها في أي وقت

GMT 20:21 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

حادث "فحص مهين" أواخر أكتوبر الماضي

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 16:31 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الليرة السورية تتجه إلى مصير غير معلوم في العام الجديد

GMT 13:25 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

إيدن هازارد يتحدث عن "مسك الختام" مع تشلسي

GMT 16:37 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

البورصة المصرية تخسر 3.5 مليارات جنيه في أسبوع

GMT 17:35 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وضع بئري مياه صيدا والرزانية بالخدمة في القنيطرة

GMT 19:16 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إستقالة نائب رئيس وحدة العمليات في "نيسان"

GMT 21:28 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

فافرينكا يتأهل إلى الدور الثاني من بطولة بازل للتنس

GMT 19:19 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

اتجاه لتقديم جزء ثان من فيلم "البدلة" لتامر حسني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24